دافع رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري عن اقتراحه تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية موضحاً أن ما طرحه «لا يطرحه للمرة الأولى وسبق أن طرح ذلك منذ توليه رئاسة المجلس النيابي في عام 1992 وفي عامي 1995 و1996». ونقل النواب الذين زاروه في ساحة النجمة في اطار لقاء الأربعاء النيابي الأسبوعي عنه قوله إنّ «هذا الأمر مطروح للحوار الهادئ وليس للسجال»، مستغرباً «الضجة الكبيرة التي أثيرت وتثار في وجه ما طرحه وكأنه ارتكب خيانة عظمى». وكان بري التقى امس، وزير الدفاع الغيني كوناتي سيكوبا ووزير التنمية محمودو كوندي وقنصل غينيا علي سعاده. ثم التقى رئيسي لجنتي الأشغال والبيئة النيابيتين محمد قباني ومروان حمادة، وتسلم من مدير برنامج الأممالمتحدة الإنمائي سيف الدين أبارو والخبير في التنمية المستدامة حسن الشريف والمدير التنفيذي للناشطين المستقلين وائل حميدان نداء بيروت الى قمة كوبنهاغن الصادر عن اللقاء الموسع الذي عقد برئاسة بري في المجلس ومشاركة عدد كبير من الهيئات الدولية والأهلية. وشكل الرئيس بري الوفد البرلماني من النائبين حمادة وقباني. وترأس بري اجتماعاً مشتركاً لهيئة مكتب المجلس ولرؤساء اللجان النيابية ومقرريها. وأوضح النواب بعد لقاء الأربعاء أنّ الحديث مع بري «دار في شكل أساسي حول موضوع الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية وأن بري أعاد شرح ما دار في جلسة رؤساء ومقرري اللجان النيابية الماضية في شأن تشكيل الهيئة». وأوضح أنه عندما طلب في اجتماع رؤساء ومقرري اللجان وهيئة مكتب المجلس النيابي من الحاضرين العودة إلى كتلهم لاقتراح أسماء عضوية الهيئة انطلق من الحرص على استكمال تطبيق بنود الطائف مثلما جرى بالنسبة الى تشكيل المجلس الدستوري والمجلس الاقتصادي الاجتماعي». ونقل النواب ايضاً أنّ خلفية اختيار بري لتوقيت طرحه تعود إلى أمور عدة منها تشكيل حكومة الوحدة الوطنية والأجواء الوفاقية التي تسود البلاد وكذلك ما نصّ عليه قانون الانتخابات النيابية لجهة مشاركة المغتربين في انتخابات عام 2013 وهو ما يتيح مشاركة نسبة أكبر من المسيحيين قياساً إلى عدد المسلمين في الاغتراب». وشدّد بري على أنّ موضوع إلغاء الطائفية السياسية يجب أن يخضع للحوار الهادئ ضمن الهيئة المنصوص عنها في الدستور وأنه لا يمكن زيادة حرف أو تنقيص حرف من دون الإجماع تماماً كما حصل في الحوار الوطني. وسئل بري عن كلام البطريرك الماروني نصرالله صفير في المطار فأجاب: «على طريقة المحامين كرّر أقواله سنكرّر ما سبق وقلناه». ويتجه بري الى تحديد ايام الثلثاء والاربعاء والخميس المقبلة موعداً لعقد جلسة مناقشة البيان الوزاري لمنح الثقة للحكومة، لأن المسؤولين اللبنانيين سينشغلون الاثنين المقبل بزيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) لبيروت. وأكد بري أمام عدد محدود من النواب انه لن يمنع اي نائب من طلب الكلام على ان المنطق يفترض ان تكلف كل كتلة من ينوب عنها، مشيراً الى ان المجلس لم يتسلم البيان الوزاري بعد، وطالبو الكلام بلغوا حتى الساعة 27 نائباً. وجدد القول «ان هناك من فهمني خطأ في شأن اقتراح تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية، وأكثر ما استغربه ان يعتبر البعض انني اريد مقايضة سلاح المقاومة بهذا الطرح، ان في ذلك تجنياً». وأوضح ان الهيئة «يمكن ان تدرس مناخات الغاء الطائفية السياسية وقد ترتأي التريث في الامر ونحن سنستجيب لهذا التريث، وقد يأخذ الامر سنوات». «الوفاء للمقاومة» واستغربت كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية (حزب الله) «الضجيج المفتعل» حول كلام بري عن تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، معلنة التزامها مضمون الوثيقة السياسية ل «حزب الله»، وتقديرها «مقارباتها الواقعية». وأبدت الكتلة في بيان بعد اجتماعها الأسبوعي أمس في المجلس النيابي برئاسة النائب محمد رعد ارتياحها الى «إنجاز اللجنة الحكومية نقاش صوغ مشروع البيان الوزاري»، وأملت بأن يقره مجلس الوزراء في جلسته (أمس) ليتسنى لمجلس النواب مناقشته في أقرب وقت ممكن». ودرست «الموقف الذي يفترض أن تعبر عنه في جلسة المناقشة النيابية لبيان الحكومة، والنقاط والمسائل التي سيطرحها نوابها في تلك الجلسة». كذلك أقرت صيغة متابعة أعمال نوابها في اللجان النيابية المختلفة وآلية التنسيق في ما بينهم. واستغربت الكتلة «الضجيج الذي افتعله البعض» حول الدعوة التي أعلنها بري إلى تطبيق كل بنود اتفاق الطائف، ودعت الى «دراسة مسؤولة لأي اقتراح على قاعدة تعزيز الاستقرار السياسي في البلاد»، مؤكدة «التزامها الكامل مضمون الوثيقة السياسية التي أقرها «حزب الله» في مؤتمره الأخير، وأعربت عن تقديرها للمقاربات الملتزمة والواقعية التي حدد في ضوئها رؤيته إزاء العديد من القضايا محل الاهتمام في لبنان والعالم العربي والإسلامي». وهنأت الكتلة اللبنانيين بعيد الأضحى، آملة بأن يعيده الله على الجميع «وقد تحررت بلادنا من الاحتلال والهيمنة وظفرت بالآمال التي ينشدها أبناؤها في الأمن والاستقرار والعزة».