شهد اجتماع عقدته الحكومة الأوكرانية أمس، تطوراً مفاجئاً بدخول رجال شرطة القاعة، واعتقالهم رئيس الهيئة الحكومية للطوارئ سيرغي بوشكوفسكي ومساعده فاسيلي ستويفسكي بعد اتهامهما بتنفيذ مشتريات عامة بأسعار أكثر ارتفاعاً بكثير، بعضها من شركة «لوكويل» الروسية العملاقة للنفط الروسية، واقتادوهما مقيّدين إلى السجن. وأعقب ذلك إقالة رئيس الوزراء آرسيني ياتسينوك المسؤولين بسبب «سوء استخدامهما السلطات الممنوحة إليهما». واعتبرت مصادر أوكرانية أن اعتقال مشبوهين بقضايا فساد للمرة الأولى داخل اجتماع حكومي يُشير إلى «جدية الحكومة في مكافحة الفساد»، علماً أن الواقعة تزامنت مع وصول مواجهة بين الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو وأحد أبرز رجال المال البليونير ايغور كولومويسكي إلى نقطة الحسم، إذ أصدر بوروشينكو قراراً بإقالة كولومويسكي من منصب حاكم منطقة دنيبروبيتروفسك الحدودية مع الشرق الانفصالي الموالي لروسيا، على خلفية سجالات حادة حول محاولة «حيتان المال» السيطرة على شركات النفط الحكومية. وأفادت الرئاسة في بيان: «يجب أن نضمن السلام والاستقرار والهدوء، وأن تبقى منطقة دنيبروبيتروفسك حصناً أوكرانياً في الشرق يحمي سلام وهدوء المواطنين». وكان بوروشينكو عيّن كولومويسكي، وهو أحد أبرز شخصيات الطائفة اليهودية في أوكرانيا، حاكماً لمنطقة دنيبروبيتروفسك قبل سنة من أجل وضع حد لنزعات الانفصاليين في المنطقة عبر إنشاء فرق متطوعين يقاتلون إلى جانب القوات الحكومية ضد المتمردين، وتمويلها. وحققت الخطوة هدفها، إذ قاومت دنيبتروفسك الدعوات إلى الانفصال بفضل شراء البليونير السلم الاجتماعي، ما منع امتداد التمرد إلى المنطقة. لكن لدى محاولة كييف أخيراً إبعاد مقربين من كولومويسكي من إدارة شركتي «اوكرترانسنفتا» و»اوكرانفتا» الحكوميتين للنفط، اجتاح مسلحون وملثمون مكاتب الشركتين في كييف، ما ذكّر بالحروب بين الأثرياء الحاكمين أو الأوليغارشية في تسعينات القرن العشرين، وأثار تساؤلات حول قدرة بوروشينكو على السيطرة على البلاد. وحذر بوروشينكو البليونير اليهودي الاثنين من مغبة استخدام «قواته المسلحة»، فغادر المسلحون مقر «اوكرنفتا»، ثم التقى الرجلان في مقر الرئاسة ليل الثلثاء – الأربعاء، قبل أن يعلن المكتب الرئاسي تقديم كولومويسكي استقالته، ثم قبولها. واعلن بوريس فيلاتوف، مساعد كولومويسكي تنظيم تجمع «من أجل أوكرانيا موحدة» في دنيبروبتروفسك بعد غد تأييداً لكولومويسكي، في حين أمل المحلل السياسي المستقل فولوديمير فيسنكو بعدم «تمرد» فرق المتطوعين بعد هذه الإقالة، ما قد يؤدي إلى «ميدان» جديد. في روسيا، برز تطور جديد في ملف فساد ارتبط باسم مسؤولين حكوميين أيضاً، إذ اصدر الرئيس فلاديمير بوتين مرسوماً يقضي بعزل محافظ إقليم ساخالين الكسندر خوروشافين الموقوف منذ نحو شهر بسبب تحقيق في قضايا فساد. وكان خوروشافين اعتقل في مكتبه بعد جولة تفتيش، واقتيد مقيداً إلى موسكو حيث خضع لتحقيق. كما أوقف عدد من موظفيه عن عملهم حتى انتهاء التحقيقات. وأوضح الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن تأخر صدور قرار عزل المحافظ من منصبه ارتبط بسير التحقيقات، مشيراً إلى أن الرئيس بوتين أصدر قراره بعد توفير عناصر كافية لتوجيه اتهامات بالفساد واستغلال المنصب. واستند قرار الإقالة إلى مادة في قانون العمل الروسي تسمح بإقالة موظف بسبب «فقدان الثقة» به.