شدد الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة أمس، عقوباتهما على روسيا بسبب دعمها «الاستفزازي» للانفصاليين الموالين لها والذين يسيطرون على 12 مدينة شرق أوكرانيا. وإذ اعتبرت العقوبات الأميركية اكثر صرامة باستهدافها 7 مسؤولين روس كبار و17 شركة على علاقة بالدائرة المحيطة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، توعدت موسكو ب «رد مؤلم عبر مجموعة واسعة من الخيارات» (للمزيد). وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف: «نحن مشمئزون من العقوبات التي تؤكد فقدان واشنطن اتصالها بالواقع تماماً، وتعمدها تصعيد الأزمة»، في وقت اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن «انتشار 11 ألف جندي أوكراني و160 دبابة و230 عربة مصفحة و150 قطعة مدفعية شرق البلاد ضمن عملية لمواجهة انفصاليين، يجب أن يثير قلقاً عميقاً لدى دول منظمة الأمن والتعاون الأوروبية». وأمس، نشرت بريطانيا وفرنسا مقاتلات لتعزيز الدوريات الجوية للحلف الأطلسي (ناتو) فوق دول البلطيق. ووصلت 4 مقاتلات بريطانية من طراز «تايفون» إلى ليتوانيا، إضافة إلى 4 مقاتلات فرنسية من طراز «رافال» إلى بولندا. وبين المسؤولين الروس المستهدفين بعقوبات حظر السفر وتجميد الممتلكات التي اتخذتها الولاياتالمتحدة، أوليغ بيلافانتسيف، مبعوث الكرملين إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إلى أراضيها الشهر الماضي، وسيرغي شيمزوف، مدير عام شركة «روستيك» المملوكة للدولة والمعنية بالصادرات عالية التقنية التي يمكن أن تستخدم عسكرياً، إضافة إلى النائب أليكسي بوشكوف، وإيغور سيشين رئيس مجلس إدارة شركة «روس نفت» الأولى للبترول في روسيا، والذي اعتبر لسنوات اليد اليمنى لبوتين ومهندس السياسات الاقتصادية لروسيا. أما الشركات التي تشملها العقوبات، فبينها «أفيا غروب»، و «بنك سيفيرني مورسوي»، و «بنك إنفيست كابيتال»، و «ترانزسويل»، و «مجموعة فولغا للموارد»، و «بنك سي أم بي»، و «بنك سوبين» و «زيست ليسينغ». وأعلن مسؤول أميركي بارز أن العقوبات الجديدة ستنشر بالتنسيق مع تلك التي اتخذها الاتحاد الأوروبي، بعد اجتماع لسفراء دوله ال 28 في بروكسيل أمس، وشملت 15 شخصاً إضافياً من روسياوأوكرانيا. وأشار إلى «تأثير جوهري» للعقوبات السابقة على الاقتصاد الروسي حددها وزير الخزانة الأميركي جاكوب لو ب «تراجع حاد في النمو، وتزايد هروب رؤوس الأموال وارتفاع كلفة القروض، ما يعكس تراجعاً في الثقة بأفق السوق الروسية». على صعيد آخر، اتهمت كييف «عناصر تابعة للأجهزة الخاصة الروسية» بمحاولة اغتيال عمدة مدينة خاركيف شرق أوكرانيا غينادي كيرنيس، الذي أصيب برصاصتي قناص في الظهر خلال تنفيذه جولة صباحية. وأعقب ذلك مواجهات بين انفصاليين ومحتجين يدعون إلى الحفاظ على أوكرانيا موحدة، علماً بأن أجهزة الأمن اعتقلت ليلاً 13 محتجاً موالياً لروسيا حاولوا نصب خيم اعتصام وسط المدينة. وجرح شخصان في تبادل للنار حصل خلال محاولة مجموعة مسلحة اقتحام مطار صغير في كراماتورسك التي استعادتها القوات الحكومية قبل أيام، فيما سيطر حوالى 20 ناشطاً على مبنى بلدية مدينة كوستيانتينفكا التي تقع بين سلافيانسك ودونيتسك، ومقر الشرطة فيها. وعثر في دونيتسك على جثة رجل في نهر تحمل آثار تعذيب شبيهة بجثتين عثر عليهما الأسبوع الماضي، تعود إحداها الى مستشار في البلدية موالٍ لسلطات كييف. واعتدى حوالى 300 ملثم من الموالين لروسيا على فرع لمصرف «بريفات» الذي يمتلكه البليونير إيغور كولومويسكي الذي عين أخيراً حاكماً لمنطقة دنيبروبيتروفسك القريبة. وهتف المعتدون «كولومويسكي فاشي» و «كولومويسكي عدو الشعب». وكان كولومويسكي أصدر قراراً ينص على دفع مكافأة مقدراها 10 آلاف دولار لكل من يوقف ناشطاً انفصالياً.