كشف رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة في اليوم الأول من إدلائه بشهادته أمام المحكمة الدولية في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري أمس، عن جوانب جديدة في علاقة الأخير بالنظام السوري. وقال إن هناك فرقاً في الطريقة التي تعاطى بها معه الرئيس حافظ الأسد مقارنة بابنه الرئيس بشار الأسد، فالأول على رغم الخلافات في وجهات النظر كان يأخذ ويعطي معه وهو ما لم يلمسه من الثاني. ولفت السنيورة الى ما دار في الاجتماع الذي عقده الحريري مع بشار الأسد عام 2003 في حضور اللواء غازي كنعان والعميدين رستم غزالة ومحمد خلوف، وقال: «هذا اللقاء لم أعرف به في حينه من الحريري، لكن مع طول المدة الفاصلة كان يتجهم ويظهر عليه الغضب والشعور بالإهانة. ومرة كنت في زيارته في القصر الحكومي وأنا أودعه على الباب ذكر لي هذا الأمر وأطرق باكياً على كتفي، للدلالة على مقدار الضيم والإهانة التي تعرض لها، وقال لي لن أنسى في حياتي الإهانة التي وجهها إلي في حضور هؤلاء الضباط». (للمزيد) وكانت أطراف في «قوى 8 آذار» ووسائل إعلامية تابعة لها استبقوا مثول السنيورة أمام المحكمة بحملة شنوها عليه متهمين إياه بأنه يريد نسف الحوار بين تيار «المستقبل» و «حزب الله»، ما استدعى رداً من النائبين في كتلة «المستقبل» أحمد فتفت وعمار حوري اللذين أكدا أن لا رابط بين الحوار وشهادته، وأن الهدف من التصعيد الإعلامي هو للضغط عليه وإسكاته. ولوحظ أن السنيورة لم يذكر أسماء الفاسدين في الإدارة المدعومين من النظام الأمني السوري، على رغم الإلحاح عليه بذكر بعض الأسماء، لكنه أكد أن النظام السوري كان يستعمل شتى أنواع التهويل والشتائم مع أفراد ومسؤولين لبنانيين للتهويل والضغط عليهم لينصاعوا لما يريده. وتحدث السنيورة عن مرحلة التمديد للرئيس إميل لحود وعن الضغوط التي استمرت على الحريري بعد النجاح الذي حققه في مؤتمر باريس- 2، وقال إنه شعر أن هناك استحالة في تحقيق أي منفعة للبنان ووصل الى نقطة بدأ فيها يعد جلسات مجلس الوزراء المتبقية من عهد لحود، خصوصاً أن نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام كان أخبره أن الأسد لن يسير بفكرة التمديد له، ما جعله مطمئناً الى انتخاب رئيس جديد للبلاد. وكرر السنيورة ما سبق لعدد من الشهود أن أدلوا به نقلاً عن الحريري، من تهديدات سورية له في حال رفضه التمديد للحود، ومنها قول الأسد: «سأكسر لبنان على رأسك إذا لم تسر في التمديد له». ورداً على سؤال لوكيل الادعاء غرايم كاميرون حول من كان يضع العراقيل أمام الحريري، أجاب السنيورة بأن المسؤول هو رستم غزالة المشرف على الاستخبارات السورية، وفي لبنان اللواء جميل السيد، مؤكداً أن غزالة كان يعادي الحريري بشكل شخصي لأنه قرار متخذ على أعلى المستويات في سورية «وكنت أسمع بأسماء المعنيين في النظام الأمني بلبنان وهؤلاء يشكلون الحلقة الضيقة بعد الأسد مباشرة». واعتبر السنيورة أن محاولة اغتيال النائب مروان حمادة كانت من الرسائل الموجهة ضد الحريري، وقال: «كان يقول لكثير ممن نبهوه إلى الأمر إنهم لن يتجرأوا على القيام بأي شيء ضده». وسئل السنيورة من قصد الحريري بقوله إنهم لن يجرؤوا على ذلك فأجاب أنهم المسؤولون عن النظام الأمني. واعتبر السنيورة في إجابته عن سؤال عن المستفيدين من عدم مواصلة التعايش داخل المجتمع اللبناني، بأن معظمهم يدورون في فلك النظام الأمني السوري والنظام الأمني اللبناني ويعملون على تشويه صورته. ولدى سؤاله عن مزيد من الوقائع بما فيها تعداد أسماء هؤلاء، أجاب: «لو كان الأمر مقتصراً على اثنين أو خمسة لأوردت الأسماء لكم، وهناك عدد ليس بقليل من سياسيين وصحافيين ولحود مثلاً كان يناصبه العداء».