طهران، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب - اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، أن هناك «فرصة تاريخية» أمام طهرانوواشنطن لتسوية سلمية للملف النووي الإيراني، وحض القادة الإيرانيين على اغتنام «أفضل فرصة تُتاح منذ عقود» لإبرام اتفاق. وردّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على أوباما، إذ كتب على موقع «تويتر»: «الإيرانيون اتخذوا خيارهم: الانخراط بكرامة. آن الأوان للولايات المتحدة وحلفائها للاختيار: إما ضغط وإما اتفاق». وفي رسالة بالفيديو لمناسبة عيد رأس السنة الفارسية (النوروز)، تُرجمت إلى الفارسية، قال أوباما: «الأيام والأسابيع المقبلة حاسمة جداً. شهدت المفاوضات تقدماً، ولكن ما زالت هناك فجوات. وهناك أفراد في بلدينا وخارجهما، يعارضون تسوية ديبلوماسية». وأضاف: «رسالتي إليكم - يا شعب إيران – هي أن علينا معاً أن نجهر بصوت عالٍ دفاعاً عن المستقبل الذي نسعى إليه. لدينا هذه السنة أفضل فرصة تُتاح منذ عقود، للسعي إلى مستقبل مختلف بين بلدينا». وأعرب عن أمله ب «تحقيق تقدّم بين إيران والمجتمع الدولي، بما في ذلك الولاياتالمتحدة»، وزاد: «قبل سنة، أبرمنا اتفاقاً انتقالياً، والتزم الطرفان تعهداتهما». وتابع: «خلال عشرات السنين، تباعد بلدانا بسبب الحذر والخوف. لدينا فرصة للتقدّم ستصبّ في مصلحة بلدينا والعالم لسنوات». وأضاف: «هذه اللحظة قد لا تأتي مرة أخرى في وقت قريب. أنا مقتنع بأن لدى بلدينا فرصة تاريخية لتسوية هذه المسألة في شكل سلمي، يجب ألا نبدّدها». وخاطب الإيرانيين قائلاً إن «اتفاقاً حول النووي من شأنه أن يساهم في فتح أبواب نحو مستقبل أفضل لكم، (أنتم) الذين أعطيتم الكثير للعالم». وكان البيت الأبيض نفى وجود «مسودة وثيقة» في شأن اتفاق مع إيران، بعدما أفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن طهرانوواشنطن تناقشان مسودة اتفاق تنص على خفض عدد أجهزة الطرد المركزي الإيرانية المُستخدمة في تخصيب اليورانيوم، إلى 6 آلاف، في إطار تسوية مدتها 15-20 سنة. وأفادت وكالة «رويترز» بأن قضية البحوث التي تجريها طهران وتطويرها أجهزة الطرد المركزي المُستخدمة في تخصيب اليورانيوم، تعرقل التوصل إلى اتفاق. وهناك تباين أيضاً في شأن مدة أي اتفاق، إذ طرحت الولاياتالمتحدة أن تكون 10 سنين، فيما تريد فرنسا فرض قيود على النشاطات النووية الإيرانية ل15 سنة على الأقل، تليها مراقبة مكثفة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية مدتها 10 سنين، وهذا ما ترفضه طهران التي تريد رفع قيود على نشاطاتها في التخصيب، قبل انتهاء مدة الصفقة. كما يطاول الخلاف أيضاً كمية اليورانيوم المخصب بمستوى منخفض، إذ تقبل طهران 500 كيلوغرام، فيما تريد واشنطن ألا تتعدى الكمية 250 كيلوغراماً. لكن عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، أكد أن «لا اتفاق على أي شيء»، وزاد: «حتى الحالات التي اتُفِق عليها، لم يكن اتفاقاً نهائياً». وتطرّق إلى المعلومات التي نشرتها «أسوشييتد برس» و «رويترز» معتبراً أنها «مجرد تكهنات يجب الامتناع عن الاهتمام بها». وأبلغ وزير الخارجية الصيني وانغ يي نظيره الأميركي جون كيري في اتصال هاتفي، أن المحادثات مع طهران «يجب ألا تفشل بسبب عدم بذل جهد أخير». وأضاف: «يجب أن يكون جميع الأطراف راسخين في إرادتهم السياسية، وأن يلتقوا في منتصف الطريق ويدفعوا في سبيل التوصل إلى اتفاق شامل». وأعرب عن استعداد بكين ل «زيادة الاتصالات مع الولاياتالمتحدة على كل المستويات، لتقطع الميل الأخير في الماراثون، وهو المحادثات النووية الإيرانية». إلى ذلك، ورد في تقرير أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران مستمرة في الوفاء بالتزاماتها، بموجب اتفاق جنيف الموقت الذي أبرمته عام 2013 مع الدول الست المعنية بملفها النووي. وأشار إلى أن طهران لا تخصب اليورانيوم إلى نسبة أعلى من 5 في المئة، كما لم تحقق «مزيداً من التقدّم» في نشاطاتها في منشأتَي ناتانز وفردو للتخصيب ومفاعل آراك الذي يعمل بماء ثقيل. وعشية خطاب يلقيه مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي اليوم، لمناسبة «النوروز»، يطرح فيه تصوّراته للسنة الجديدة، اتفق الأعضاء الديموقراطيون والجمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي على أن يؤجلوا حتى 14 نيسان (أبريل) المقبل، التصويت على مشروع قانون يلزم أوباما إحالة أي اتفاق نووي مع إيران، إلى الكونغرس للمصادقة عليه، كما يمنحه 60 يوماً لعرقلة تطبيقه. على صعيد آخر، توفيت والدة الرئيس الإيراني حسن روحاني، سكينة بيوندي (90 سنة) بعد معاناة مع المرض. وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن الوزيرين الأميركيين للخارجية جون كيري والطاقة إرنست مونيز، عزيا حسين فريدون، شقيق روحاني ومساعده الخاص، في وفاة والدته، علماً أنه كان يشارك في المحادثات الإيرانية – الأميركية في مدينة لوزان السويسرية.