أعلنت طهران أمس، أن محادثاتها مع واشنطن لتسوية الملف النووي الإيراني باتت في «مراحلها الأخيرة». وأكدت الولاياتالمتحدة تحقيق «تقدّم»، لكنها طالبت إيران ب «تنازلات جوهرية»، فيما رجّح الاتحاد الأوروبي ألاّ يبرم الجانبان اتفاقاً بحلول نهاية الشهر، لافتاً إلى أن «الإيرانيين يتقدمون ويتراجعون». ونفى البيت الأبيض مساء أمس وجود «مسوّدة وثيقة» في شأن اتفاق مع إيران، مشيراً إلى أن المفاوضات مستمرة. وكانت وكالة «أسوشييتد برس» أفادت بأن طهرانوواشنطن تناقشان مسودة اتفاق تنص على خفض عدد أجهزة الطرد المركزي الإيرانية إلى 6 آلاف، في إطار تسوية مدتها 15- 20 سنة. لكن مسؤولاً بارزاً في الخارجية الأميركية قال: «نحن بعيدون جداً. هناك قضايا كثيرة ما زالت تحتاج إلى حلّ، وعلى الإيرانيين تقديم تنازلات جوهرية». وتعرقل قضية البحوث التي تجريها طهران وتطويرُها أجهزة الطرد المركزي المُستخدمة في تخصيب اليورانيوم، التوصلَ إلى اتفاق، فيما أبلغت مصادر في فيينا «الحياة» أن الغرب يرفض اشتراط إيران إلغاء كل قرارات العقوبات التي فرضها مجلس الأمن عليها منذ عشر سنين، بقرار جديد يصدر تحت الفصل السابع لميثاق الأممالمتحدة. وفي اليوم الرابع من المحادثات في مدينة لوزان السويسرية، التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، كما اجتمع وزير الطاقة الأميركي إرنست مونيز برئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي. وقال كيري: «نناقش قضايا صعبة، لكننا حققنا تقدماً». أما ظريف، فأشار إلى أن المحادثات دخلت «مرحلة حساسة في شأن قضايا معقدة جداً»، وزاد: «نتقدّم في شكل جيد جداً، لكن هناك مسائل تحتاج حلولاً. نحن في المراحل النهائية ونجري محادثات مكثفة، وهذا يعني أننا نتوصل إلى شيء ما، لكن هناك مسافة وجيزة تفصلنا عن القول إننا توصلنا إلى تفاهم مشترك». لكن ديبلوماسياً أوروبياً أشار إلى أن إيران والدول الست المعنية بملفها النووي «بعيدة من اتفاق»، لافتاً إلى أن «الإيرانيين يتقدمون ويتراجعون، الأمر يتغيّر يومياً». وأضاف أن «البحث والتطوير (للبرنامج النووي الإيراني) بات المسألة الأكثر أهمية وصعوبة، ولن يكون هناك اتفاق إذا لم يتراجع الإيرانيون». في المقابل، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول إيراني بارز قوله: «المشكلة تتمحور حول عدد أجهزة الطرد المركزي التي تريد إيران أن تحتفظ بها من أجل البحث والتطوير، وهذه واحدة من خطوطنا الحمر». في واشنطن، قال آدم زوبين، القائم بأعمال رئيس مكتب شؤون الإرهاب وتعقب الأموال المشبوهة في وزارة الخزانة، إن إدارة الرئيس باراك أوباما ستعمل مع الكونغرس لتشديد العقوبات على إيران «إذا أبدت عدم استعداد للتعامل مع مصادر قلق المجتمع الدولي، وفي هذه الحال فإن مزيداً من المفاوضات سيكون أمراً لا طائل منه». وأضاف أن الولاياتالمتحدة سترفع العقوبات عن طهران على مراحل في إطار أي اتفاق، لافتاً إلى أن ذلك سيكون مرتبطاً بخطوات إيرانية «يمكن التحقق منها».