فيينا، طهران - أ ف ب، رويترز - تستأنف في فيينا اليوم، المفاوضات بين ايران ومجموعة الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني، على امل التوصل الى اتفاق حول تخصيب اليورانيوم في الخارج لأغراض سلمية، وهي مرحلة تعتبر اختباراً حاسماً في سبيل انهاء الأزمة. وينظم الاجتماع برعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اعقاب استئناف الحوار بين طهران والدول الكبرى (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا) في جنيف في مطلع تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، بعد قطيعة استمرت 15 شهراً. ونقل عن المدير العام للوكالة محمد البرادعي قوله عشية المفاوضات ان اجراء محادثات مباشرة بين الولاياتالمتحدةوإيران من دون اي شروط مسبقة هو السبيل الوحيد لحل النزاع حول البرنامج النووي لطهران. وقال البرادعي لصحيفة «دي بريسي» النمسوية ان فرض عقوبات جديدة على إيران سيزيد النزاع تفاقماً بدلاً من اقناعها بالإذعان للمطالب الدولية. واعتبر البرادعي ان « الرئيس الأميركي باراك اوباما أدرك ان المحادثات مع إيران هي الحل الوحيد الممكن» للأزمة. وأبدى البرادعي تفاؤله بأن متابعة المحادثات في فيينا الأسبوع المقبل، للانتهاء من اتفاق مع إيران في شأن معالجة اليورانيوم الإيراني في الخارج، قد تفتح الباب امام محادثات اوسع نطاقاً في شأن برنامج إيران النووي. وقال: «مع هذه الخطوة الأولى لبناء الثقة نستطيع القيام بمساهمة مهمة لنزع فتيل الأزمة». وأعلنت طهران بكل ثقة انها ستحضر اجتماع فيينا اليوم، من موقع قوة في اطار المحادثات الجديدة التي يتوقع ان تفضي الى اتفاق حول قيام بلد آخر بتخصيب اليورانيوم الإيراني بنسبة 20 في المئة، وهي النسبة المطلوبة لبرنامج ذري لتوليد الطاقة الكهربائية. وفي حال فشل المحادثات، لمحت طهران الى انها ستحمل الجانب الآخر المسؤولية وأنها ستمضي في عملية التخصيب بمفردها، ما يثر شكوك الغرب من ان برنامجها يستهدف تطوير سلاح نووي. واعتبر ديبلوماسيون غربيون ان اجتماع فيينا «فرصة لإثبات رغبة حقيقية في احراز تقدم في هذا الملف». ويتوقع ان تناقش الدول المعنية آليات تسليم شحنات اليورانيوم المخصب بنسبة متدنية الى ايران في غضون سنة، لاستخدامها في مفاعل الأبحاث في طهران الذي أوشك وقوده على النفاد. وتريد باريس وموسكو وواشنطن ان تسلم ايران قبل انقضاء هذا العام، 1200 من اصل 1500 كلغ من اليورانيوم الذي خصبته بنسبة اقل من 5 في المئة في موقع ناتنز على الرغم من عقوبات مجلس الأمن. وسيعالج هذا اليورانيوم في روسيا لإنتاج اليورانيوم المعاد تخصيبه الذي تطلبه طهران. بعدئذ يعاد تصنيع اليورانيوم تقنياً في فرنسا لإنتاج اربع وحدات وقود تسلم الى طهران. وقالت مساعدة الناطق باسم الخارجية الفرنسية كريستين فاج ان اتفاقاً كهذا «كفيل على المدى القصير بتقليص خطر تحويل ايران استخدام هذا اليورانيوم من اجل صنع سلاح نووي»، فيما تحصل طهران «على ضمانة تزويدها بالوقود الطويل الصلاحية في سبيل انتاج نظائر مشعة لأغراض طبية».