شجع جو بايدن نائب الرئيس الأميركي مسؤولين سياسيين عراقيين رفيعي المستوى على مواصلة جهودهم للتوصل الى توافق يسمح بإجراء الانتخابات التشريعية، وذلك في اتصالات هاتفية أجراها معهم، كما أفاد البيت الأبيض في بيان أول من أمس. وجاء في هذا البيان أن بايدن «تحدث اليوم (السبت) مع مسؤولين عراقيين ليهنئهم على عملهم المشترك من أجل ايجاد حل لمأزق القانون الانتخابي». وتابع البيان «أنه شجعهم على التوصل الى تسوية تكون منصفة لكل الأطراف وتتيح اجراء انتخابات وطنية بحسب تطلعات الشعب العراقي، ولما ينص عليه دستور العراق». جاء ذلك في وقت تسعى الكتل السياسية والبرلمانية الى استثمار أيام عيد الأضحى لعقد اجتماعات ودية وتبادل التهاني بالمناسبة وطرح الخلافات التي تعصف بالعملية السياسية، فيما لا تزال أزمة قانون الانتخابات معلقة. وعلى رغم أن نشاط البرلمان والحكومة معطل هذه الأيام بسبب العيد، إلا أن الزيارات التي تجرى بين السياسيين لتبادل التهاني مثلت فرصة جيدة لبعضهم لطرح ومناقشة ما استجد من مواقف أخيراً في أجواء ودية بعيدة من السجالات الساخنة والاتهامات التي سادت جلسات البرلمان والمؤتمرات الصحافية أخيراً. واستحوذت أخبار اللقاءات الثنائية والمشتركة بين السياسيين العراقيين على نشرات أخبار الفضائيات، ولم تكن أزمة قانون الانتخابات غائبة عن هذه الاجتماعات غير الرسمية، الى جانب عدد من القضايا السياسية والأمنية الأخرى. وأصدر القادة السياسيون بيانات تهنئة إلى العراقيين دعوا فيها الى العمل على وأد الفتنة الطائفية وتحقيق المصالحة الوطنية والوقوف في وجه الإرهاب، والتذكير بالإنجازات الأمنية وضرورة المشاركة الفعلية في اعادة بناء البلاد. وتشهد «المنطقة الخضراء» حيث مقرات الحكومة والبرلمان ومركز نشاط السياسيين هدوءاً، وباتت غارقة في الصمت، إذ خلت حتى من الإعلاميين لانشغالهم بعطلة العيد التي قررت الحكومة أن تجعلها خمسة أيام بدأت يوم الجمعة وتمتد حتى يوم غد الثلثاء. وفيما يؤدي بعض المسؤولين في الحكومة والبرلمان وأعضاء المجالس المحلية فريضة الحج، يزور آخرون المحافظات والمدن التي تعد معاقل رئيسية لأحزابهم. وزار رئيس الوزراء نوري المالكي أمس مسقط رأسه محافظة كربلاء حيث التقى مسؤولين محليين. كما زار رئيس البرلمان اياد السامرائي سامراء وبحث مع المسؤولين فيها في عدد من القضايا التي تهم المدينة. ووجد بعض السياسيين في أيام العيد فرصة للتوجه إلى الناخبين من خلال خطب وكلمات التهنئة بالعيد وخلال الصلاة. تقول القيادية في «المجلس الأعلى الإسلامي» ايمان الأسدي ل«الحياة» إن «النشاط السياسي في البرلمان والحكومة معطل هذه الأيام بسبب العيد، وبالتالي ارتأينا التركيز على الخطاب الجماهيري لتكريس المصالحة والوئام بين مختلف أطياف الشعب العراقي». وأشارت الى أن «الوقت الحالي يتطلب اعتماد خطاب وطني وديني معتدل من خلال الترويج لمبادئ التسامح والقبول بالآخر ونبذ سياسة الإقصاء والتهميش، ولا سيما اننا على أبواب الانتخابات». من جهته، يقول القيادي في تيار «تجديد» عمر الكربولي ل «الحياة» إن «على القادة السياسيين استثمار الأعياد لتناسي الأحقاد ودهاليز السياسة المظلمة والالتفات الى المصالح الوطنية العليا وخدمة المواطنين الذين وضعوا ثقتهم بيد ممثليهم عبر الانتخابات».