دخلت شركات دباغة الجلود في السعودية سباقاً للفوز بأكبر حصة ممكنة من جلود الأضاحي والهدي التي يمثل عيد الأضحى المبارك أضخم سوق متاحة لها، وذلك لشراء كميات كبيرة من الجلود وإعادة تصنيعها وضخها للسوق مجدداً في شكل منتجات صوفية وجلدية متنوعة. وتستهدف شركات دباغة الجلود المسالخ الكبرى بهدف الاستفادة من جلود الهدي والأضاحي بشكل سنوي، كما لجأ عدد من أصحاب مصانع الدباغة لإدارة المسالخ لضمان توفير المادة الخام من الجلود والصوف، وذلك للعناية بها وعدم تمزيقها. يشير عدد من خبراء صناعة الجلود إلى اتجاه البنك الإسلامي للتنمية للاستفادة من الجلود الممزقة للأضاحي في الأغراض الطبية، مشيرين إلى أن عدد الجلود المستخدمة يومياً يتراوح ما بين 70 و 80 ألف جلد، ويتضاعف هذا العدد في عيد الأضحى إلى 150 ألفاً يومياً. وأوضح رئيس لجنة الدباغة وصناعة الجلود في غرفة جدة ناصر عمر باسهل أن البنك الإسلامي للتنمية يقوم بالاستفادة من الجلود الممزقة في الأغراض الطبية، ويواجه مشروع السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي صعوبات في بيع جلود الكثير من الأغنام بسبب ما يلحق بهذه الجلود من شقوق ناتجة من سرعة الجزارين، إذ إن الجزارين يتقاضون أجورهم على عدد رؤوس الأغنام التي يذبحونها، وذلك لتشجيعهم على إنجاز أكبر عدد ممكن. وقال إن هذه السرعة أدت إلى تمزيق عدد كبير من الجلود، وهو ما جعل تجار الجلود يعزفون عن شرائها، وتم إنشاء شركة يسهم فيها مشروع المملكة للاستفادة من هذه الجلود واستخراج الجيلاتين الحلال منها. وأشار باسهل ل «الحياة» إلى أن عدد الجلود المستخدمة في السوق السعودية يبلغ يومياً نحو 75 ألف جلد، ويتضاعف في أيام عيد الأضاحي ليصل إلى 150 ألف جلد يومياً، وهناك حلقة توعوية لأصحاب المسالخ على مستوى المملكة في كيفية المحافظة على الجلود، موضحاً أن سعر جلد الضأن يبلغ 12 ريالاً والماعز ستة ريالات والبقر يتراوح ما بين 20 و 35 ريالاً والجمل خمسة ريالات. وأوضح أنه يتم التعاقد على شراء الجلود من المطابخ والمسالخ، وهي تمثل المصدر الأول لأصحاب المدابغ ومصانع الجلود، مشيراً إلى أن لجوء عدد من أصحاب المصانع ذاتها لإدارة المسالخ لضمان توفير المادة الخام من الجلود والصوف، وذلك للعناية بها وعدم تمزيقها. من جهته، أوضح ل «الحياة» المستثمر في صناعة الجلود وصاحب شركة الدقل للدباغة خالد الدقل، انه تتم الاستفادة من 60 في المئة من جلود الأضاحي في مكة، في حين أن ال 40 في المئة لا يستفاد منها، وذلك بسبب ما يلحق بهذه الجلود من شقوق ناتجة من سرعة الجزارين في الذبح. ورأى الدقل أن هناك تراجعاً في عدد جلود الأضاحي هذا العام مقارنة بالعام الماضي، وذلك لارتفاع أسعار الأضاحي بشكل كبير، وأن الجلود المرغوبة من أصحاب مصانع الدباغة هي جلود الضأن النعيمي والنجدي والحري والسواكني، وتتراوح أسعارها ما بين 9 و 10 ريالات. أما أمين لجنة الدباغة والجلود في غرفة جدة جمال عتيق أوغلو، فأوضح أن عدد الجلود المستخدمة في السوق السعودية يومياً يتراوح ما بين 70 و 80 ألف جلد، ويتضاعف العدد في الأعياد. وتوقع أوغلو أن تتراجع كمية جلود الأضاحي على مستوى المملكة هذا العام مقارنة بالعام الماضي بسبب الأزمة المالية العالمية، وارتفاع أسعار الأضاحي بنسبة تصل إلى 40 في المئة. وأوضح أن 90 في المئة من الجلود في السعودية يتم تصديرها خارج المملكة، إلى دول أوروبا والمكسيك والبرازيل والصين وباكستان، وذلك لوجود صناعات جلدية متقدمة هناك بعكس السعودية. يذكر أن حجم سوق الدباغة في السعودية يبلغ نحو 700 مليون ريال سنوياً، بحجم استثمارات يبلغ بليوني ريال، وتستورد السعودية 90 في المئة من المواد الكيماوية التي تستخدم في دباغة وصناعة الجلود. ويبلغ عدد المصانع في المملكة 25 مصنعاًَ لا تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية لعدم توافر الجلود، وهو ما سبب تدهوراً في وضع المصانع، وتفتقر المصانع للمواد الخام وهو ما يحول دون عملها بكامل طاقتها الإنتاجية الممكنة.