رفض رئيس جنوب السودان سلفا كير اليوم (الأربعاء) تهديد الأممالمتحدة بفرض عقوبات على بلاده، بعدما أقر مجلس الأمن قرارا هذا الشهر يحدد إطار عمل لتطبيق اجراءات لفرض العقوبات. وأبلغ كير المواطنين خلال تجمع حاشد في العاصمة جوبا، أن الحكومة مستعدة لمواصلة قتال المتمردين في حال فضلوا خيار الحرب. ومن المرجح أن تحبط تصريحاته الوسطاء الأفارقة والقوى الغربية التي تحاول انهاء الصراع المستمر منذ أكثر من عام. وأبدت الولاياتالمتحدة واخرون استياءهم من كير وزعيم المتمردين ريك مشار النائب السابق للرئيس، ويتهمونهما بتغليب مصالحهما السياسية الشخصية على ارساء السلام في جنوب السودان. وقال كير امام الالاف من انصاره في ميدان الحرية في جوبا، والذي شهد احتفالات البلاد بالانفصال عن السودان في منتصف العام 2011، إن "التهديد بفرض عقوبات لاح أمام عيني، لكن لا يمكن أن أتهدد بذلك." وأضاف إنه يقدّر الجهود الخارجية لاحلال السلام لكنه عبر عن "خيبة أمل" من تركيز بعض أعضاء المجتمع الدولي على العقوبات "بدلا من تشجيع عملية بناء السلام." وأقر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الثالث من اذار (مارس) الجاري مشروع عقوبات أعدته الولاياتالمتحدة، لكنه لا يشمل حظرا للسفر أو تجميد اموال مسؤولين أو حظرا للسلاح. وقالت واشنطن إن الهدف من العقوبات هو توجيه رسالة لمن اختاروا الحرب على السلام بأنهم سيتعرضون للحساب. وتفرض الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بالفعل عقوبات منفصلة تشمل حظرا للسفر وتجميد أموال قادة عسكريين من الجانبين، لكنها لم تسفر محادثات السلام عن تحقيق تقدم يذكر. فبعدما وافق الجانبان بصفة مبدئية على اقتسام السلطة، اختلفا على كيفية تحقيق ذلك على أرض الواقع. وانهارت أحدث جولة محادثات في اثيوبيا في الثامن من اذار (مارس) الجاري. ويواجه الجانبان اتهامات بارتكاب فظائع على أساس عرقي وعمليات اغتصاب جماعي وتجنيد أطفال خلال أعمال عنف حصدت أرواح ما لا يقل عن 10 الاف شخص وفرار 1.5 مليون من منازلهم.