وافق رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت وزعيم المتمردين رياك مشار أمس على إنهاء 11 شهراً من القتال، فيما أمهلت الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق أفريقيا «إيغاد» الطرفين 15 يوماً للتوقيع على اتفاق تقاسم السلطة، أو مواجهة عقوبات من دولها.لكن، سرعان ما اتهم المتمردون القوات الحكومية بخرق الاتفاق بعد ساعات على توقيعه. وقال كبير مفاوضي فريق المتمردين تابان دينغ جاي في بيان إن القوات الحكومية «تقدمت من بنتيو وباريانغ وهاجمت مواقعنا» في تور ومنطقة أخرى في ولاية الوحدة المنتجة للنفط . وأعلن كبير وسطاء «إيغاد» سيوم مسفن، بعد محادثات استمرت يومين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أن الطرفين المتحاربين في جنوب السودان التزما وقف القتال وإنهاء الصراع المستمر منذ أشهر من دون شروط، مشيراً إلى أنهما وافقا على كيفية اقتسام السلطة، معبّراً عن ثقته بأنهما سيوقعان على اتفاق قريباً. وأضاف مسفن أن «إيغاد» وافقت على تجميد أصول وفرض حظر سفر، من بين إجراءات أخرى ستُفرَض على أي طرف ينتهك الاتفاق، لافتاً إلى أن «الطرفين التزما وقفاً غير مشروط وكاملاً وفورياً لكل العمليات القتالية وإنهاء الحرب». وأفاد أن الحكومة والمتمردين التزما أيضاً وقف تجنيد وتعبئة المدنيين، مهدداً بفرض إجراءات لوقف توريد الأسلحة والذخيرة أو أي مواد حربية أخرى لأي طرف يواصل القتال. وقال سلفاكير بعد القمة التي عُقدت على مدار اليومين الماضيين لزعماء من شرق إفريقيا يتوسطون بينه وبين مشار: «التزمنا وقف النزاع ووقف الحرب على الفور». وأمر قواته بالبقاء في ثكناتها امتثالاً للاتفاق. وفي المقابل رحب مشار بالاتفاق، وقال: «لا نريد أن يموت أي جندي أو مدني آخر بعد هذا التقدم الذي أُحرز في أديس أبابا». من جهة أخرى، أعلنت الأممالمتحدة إن أفراد أمن من جنوب السودان صادروا 4 شاحنات تحمل عربات مدرعة ومعدات لقوات حفظ السلام في العاصمة جوبا وهاجموا السائقين واتهموهم بنقل أسلحة للمتمردين. وقال الناطق باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريتش للصحافيين في نيويورك «إن البعثة الدولية في جوبا تحاول التوصل إلى الإفراج عن كل الشاحنات والشحنات التي تحملها. وتدعو الحكومة إلى الافراج الفوري عن الشاحنات وشحنة العربات والمعدات»، مشيراً الى أن المعدات كانت في طريقها إلى قوات حفظ السلام الإثيوبية. وذكر دوجاريتش إن قوات جنوب السودان منعت أيضاً بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من زيارة موقع في مقاطعة راجا في ولاية غرب بحر الغزال، بزعم أن قوات سودانية قصفتها هذا الشهر. ومنعت القوات الحكومية التابعة لسلفاكير أيضاً بعثة الأممالمتحدة من زيارة مستشفى محلي يُعتقد أن ضحايا القصف يُعالَجون فيه. وأضاف أن «البعثة تذكّر كل الأطراف بحصانة أصول الأممالمتحدة والحاجة لضمان تحركات أفراد الأممالمتحدة من دون عراقيل، بما في ذلك في راجا حتى يمكن لبعثة الأممالمتحدة تنفيذ تفويضها». وفي شأن آخر، أعلنت دولة جنوب السودان عزمها نشر قوات على طول الحدود مع السودان، إضافة إلى سعيها للحصول على نظام دفاع جوي لضمان سلامة أراضيها. وقال وزير الدفاع في جنوب السودان كول ميانغ جوك إن بلاده تخطط منذ استقلالها لامتلاك نظام دفاع جوي، مشيراً إلى أنها لا تستهدف المجال الجوي فقط، ولكنها «تخطط لنشر قواتها على طول الحدود مع الدول التي تواصل اعتداءاتها الاستفزازية».