شارك يمنيون ويمنيات من مختلف الأعمار والمهن في يوم مفتوح للرسم، عبّروا فيه عن حبهم للحياة وتمسكهم بقيم الجمال والخوف على وطنهم في لحظة يتجه فيها نحو التفكك والاحتراب الأهلي. ورسم المشاركون في اليوم المفتوح الذي نظم أول من أمس، نحو 25 جدارية في شارع وسط صنعاء، توزعت ما بين التعبيرية المباشرة والتجريد والشعاراتية المعبرة عن حب الحياة والوطن. ومنذ انزلاق الثورة الشبابية الشعبية السلمية في 2011 إلى اقتتال داخلي صارت جدران الشوارع ملاذاً ولوحة ليمنيين كثر يريدون التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم وخيباتهم والتنفيس عن همومهم، خصوصاً مع تعطل الحياة السياسية وارتفاع وتيرة الانتهاكات التي تمارسها ميليشيا الحوثيين التي تسيطر منذ أيلول (سبتمبر) الماضي على صنعاء وعدد من المحافظات. ويؤكد الرسام الشاب مراد سبيع الذي دعا الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى الخروج للرسم، أن التغيير باللون بات حاجة ملحة في ظل الأوضاع والظروف القاسية التي تشهدها البلاد حالياً. وأوضح أن دعوته إلى يوم مفتوح للرسم رمت إلى التذكير بأهمية الفن وسط كل هذا العنف، ودوره في إحياء قيم الجمال والتسامح وصنع لحظات مبهجة. وخلال السنوات الثلاث الماضية، شهدت صنعاء وعدد من المدن اليمنية حملات غرافيتي تناولت قضايا محلية مثل الإخفاء القسري والصراع الطائفي وتدهور الأوضاع الأمنية وانتشار الميليشيات والغلاء والتضييق على الحريات. وعكست رسوم اليوم المفتوح الذي شارك فيه أطفال ودراجون يرسمون للمرة الأولى، مدى تمسك المشاركين بحب الحياة وتطلعهم إلى مستقبل يتعايش فيه الجميع في ظل دولة مدنية تحكمها القوانين.