حلّت أزمات اليمن السياسية والأمنية في رسوم جديدة من «كاريكاتور الشارع»، وهي الحملة التي أطلقها في آب (أغسطس) الماضي الرسام الشاب ذي يزن العلوي، وتناقش في شكل دوري قضايا يمنية وعربية راهنة. وانعكست الأزمة السياسية الحادة التي يشهدها اليمن منذ انقلاب جماعة الحوثيين الموالية لإيران على النظام السياسي، في رسوم جديدة لذي يزن العلوي، ونور الدين اليمني، ورشيد قايد، وماجد قحطان، نفذوها أمس الأول على جدران شارع وسط العاصمة صنعاء. الرسوم عكست مظاهر الأزمة ودور اللاعبين الداخليين والخارجيين في تأجيجها. وعبّرت عن مدى القلق الشعبي الناجم عن تدهور الأوضاع في البلاد منذ سيطرة ميليشيا الحوثيين المسلّحة على السلطة في كانون الثاني (يناير) الماضي. وهذه الجولة السادسة من حملة «كاريكاتور الشارع» التي انطلقت في الصيف الماضي، برسوم ناقشت حينها قضية «الجرعة» (التسمية الشعبية لقرار رفع أسعار الوقود)، وهي القضية التي استغلّها زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي، لمحاصرة صنعاء واجتياحها بقوة السلاح في أيلول (سبتمبر) الماضي. ومنذ انطلاق أول حملة غرافيتي يمنية في 2012 على يد الرسام الشاب مراد سبيع، باتت جدران الشارع فضاءً حراً يجذب عشرات الرسامين الشباب من الجنسين، ويدفعهم الى التعبير عن آرائهم وأفكارهم في مجتمع تتضاعف مشاكله يوماً بعد يوم وتضيق حرية التعبير فيه. ويأمل القائمون على هذه الحملات، بأن يساهم الرسم في إيقاظ الوعي الشعبي بأهمية الحقوق والحريات، وأن يعمل على تنمية الذائقة الجمالية في بلد تكاد تختفي منه معارض الرسم، ويعاني بشدة ظاهرتَي انتشار الأمية وحمل السلاح.