ألحقت المخاوف الكبيرة من انتشار وباء إنفلونزا الخنازير خسائر كبيرة بأصحاب حملات حج الداخل، بسبب تراجع أعداد الراغبين في أداء فريضة الحج هذا العام خوفاً من انتشار هذا الوباء، ووصل التراجع إلى نحو 50 في المئة، على رغم قيام الحملات بخفض أسعار الحج قياساً بالعام الماضي، وعدم إغلاق باب التسجيل للحج إلا قبل مغادرة الحافلات بيوم واحد. وقال أصحاب حملات حج ومسؤولون في شركات سياحة وسفر إن أنفلونزا الخنازير عصفت بموسم الحج، خصوصاً أن موسم الحج يعتبر من أهم المواسم لشركات السياحة والسفر، إذ تتراوح قيمة تأجير الحافلة الواحدة بين 50 و65 ألف ريال خلال فترة الحج. ووقفت «الحياة» في جولة لها مع أصحاب الحملات على تداعيات أنفلونزا الخنازير عليها، وقال مدير حملات السندي للحج والعمرة صلاح احمد إن الإقبال هذه السنة يعد الأقل على مستوى السنوات الماضية، إذ تقلص عدد الحجاج هذه السنة بشكل كبير. وقدر أحمد نسبة تراجع الإقبال بنحو 50 في المئة مقارنة بالعام الماضي، وهو ما جعل بعض الحافلات تتجه إلى مكةالمكرمة غير مكتملة العدد. واشتكى من الحملات المخالفة، وقامت بالترويج لحملات بأسعار منخفضة جداً لا يمكن منافستها، إذ تصل إلى 700 ريال للفرد الواحد، وهي حملات مخالفة ولا تحمل أية تصاريح، ويملكها أجانب. من جانبه، رأى مدير إحدى شركات الحج أحمد الراجحي أن الإقبال على الحملات تراجع بنسبة 40 في المئة، وانخفض الإقبال على حملات الفئة (أ) بنسبة 50 في المئة، وهو ما جعل غالبية حملات الحج تقوم بخفض أسعارها لمحاولة إكمال العدد، إذ تم خفض أسعار فئة (أ) من 7200 ريال إلى ما 4500 ريال. وأرجع الراجحي هذا التراجع في الإقبال إلى أسباب عدة، أهمها تخوف الناس من مرض أنفلونزا الخنازير، وهو ما دعا غالبية من أراد الحج إلى تأجيله إلى العام المقبل، وأيضاً بسبب الأزمة المالية وغلاء المعيشة. وأشار إلى ان حملات الحج المجانية التي أطلقتها وزارة الحج كان لها تأثيرها المباشر في تراجع الإقبال. أما مسؤول المبيعات في شركة اليحيى لسفريات وتأجير الحافلات سيد المنشاوي فأوضح أن الإقبال على استئجار الحافلات من حملات الحج انخفض بشكل كبير، لدرجة إن بعض الحملات قامت بإرجاع عدد من الحافلات التي تم استئجارها من قبل. وقدر المنشاوي تراجع الإقبال بأكثر من 50 في المئة على حملات الحج، وهو ما انعكس على استئجار الحافلات، مشيراً إلى أن التهويل من مرض أنفلونزا الخنازير كان له تأثير كبير في تراجع الإقبال. أما مدير حملات لواء الخير منيف الجرشان فأوضح أن نسبة الإقبال تراجعت بشكل ملحوظ مقارنة بالعام الماضي، وهو ما تسبب في تعرض شركات الحج لخسائر كبيرة، وقامت الشركات بخفض الرسوم بشكل كبير تجاوز النصف لمحاولة جذب الحجيج إليهم.