في جو غلب فيه إحساس الفرح والفخار مشاعر الحزن، استقبل ذوو الشهيدين العريف ماجد الشمري والملازم أول خالد الجحدلي جموع المعزين والمهنئين باستشهاد ابني الوطن المخلصين، فيما ترددت عبارات الفخر والوطنية في مجلسي العزاء. «الحياة» حضرت مع جموع المعزين وتحدثت إلى ذوي الشهيدين، يقول والد العريف الشهيد ماجد بن حايف الشمري (23 عاماً) الذي قضى أول من أمس، إثر المواجهات العسكرية مع المتسللين المسلحين في جبل دخان على الحدود السعودية - اليمنية: «من منا لا يتمنى أن يموت شهيداً دفاعاً عن وطنه وأرض الحرمين، تلقيت الخبر من ابني عادل، وافتخر به وهذا وسام فخر وعز نعتز به جميعاً، وأنا مستعد لتقديم جميع أبنائي ليكونوا شهداء للوطن». ويضيف والده: «كانت آخر مكالمة مع الشهيد ماجد قبل استشهاده بيومين، كان بشوشاً مؤمناً بقضاء الله وقدره، وتم استدعاؤه من إجازته، فودع عائلته وذهب لمقر عمله في رأس الغار في الجبيل». ويتابع: «ذهب إلى عمله يوم الاثنين وغادر إلى الحدود يوم الأربعاء واستشهد يوم الأحد، وله في الخدمة العسكرية ست سنوات، وحصل على بعض الدورات التدريبية العسكرية، وأصيب في أرض المعركة، ونقل للمستشفى، ويقول زملاؤه إنه استيقظ في المستشفى وابتسم، وقال هذه أمنيتي ونطق الشهادة وتوفي بعدها». وقال الأخ الأكبر عادل: «إنه مات فداء لوطنه ودينه ومليكه، وتلقيت الخبر من أحد زملائه في العمل، وكان يوم السبت اتصل بوالدتي الساعة 11 ليلاً وطالت المكالمة بينهما لأكثر من نصف الساعة، فنحن رهن إشارة الوطن وحيثما كان في مواقع الجهاد نكون للذود عن النفس والأرض». وأضاف: «ذهبت والدتي لثلاجة الموتى في مستشفى القوات المسلحة وقبلت رأس الشهيد، بكل فخر، معتزة بشهادة ابنها». من جهته، اعتبر عمه ماجد الشمري أن هذا اليوم الموعود لشباب الوطن، «وهذا دين نرده للوطن، وهذه التضحية تربينا عليها في وطننا الغالي». من جهة أخرى، قال والد الملازم الشهيد لافي ملفي الجحدلي ل«الحياة»: «اعتز بموقف ابني الذي توفي في ميدان الشرف مدافعاً عن وطنه ودينه»، مشيراً إلى أن مواساة المسؤولين لهم سواء في المقبرة أم المنزل غير مستغربة. وأضاف: «تلقيت خبر استشهاد ابني من رئيس الشؤون الدينية في القوات البرية بكل سرور وقبول، كان لدي إحساس بما سيحصل، فعندما استيقظت من نومي أحسست بأن رأسي يؤلمني بشكل كبير، وأمه كان لديها إحساس هي وجدته، وكان في كل مكالمة يقول ادعوا لي بالشهادة»، مشيراً إلى أن والدته تقبلت الخبر بقلب مؤمن وصابر ومحتسب. وقال خالد الجحدلي (خال الشهيد): «الشهيد انتقل إلى الكتيبة السادسة في تبوك من الكتيبة الرابعة في عيد الفطر الماضي، وقال لي عن سر انتقاله لها، كون الكتيبة السادسة تسمى كتيبة الشهداء، ولذلك حرص على النقل إليها، ولكن ما جبر مصابنا هو خاتمته الحسنة التي يتمناها كل شباب هذا الوطن، وهي الشهادة في سبيل الله». وللشهيد شقيقان يعملان في القطاع العسكري، تحدث أكبرهما وهو فهد الذي يعمل موظفاً في وزارة الداخلية ل«الحياة»، فقال: «قدمنا شهيداً للوطن، ولا نبخل على الوطن بأنفسنا، ومستعدون أن نقدم الغالي والنفيس فداء لوطننا، ونطهره من المتسللين المعتدين، وطموحنا أن نسير على الطريق ذاته الذي سار عليه أخي والشهداء، وأن نكون امتداداً له، وأن نظفر بالشهادة».