يخوض وكلاء شركتي تبغ عالميتين حرباً غير مُعلنة، ساحتها تجمعات الشباب في المقاهي والشواطئ في المنطقة الشرقية، بهدف ترويج منتجاتها. فيما حذر اختصاصيون من أساليب شركات التبغ الترويجية، المخالفة للأنظمة، في الوصول إلى الشباب، وبخاصة المراهقين منهم. ولجأ وكلاء الشركتين العالميتين، في سابقة هي الأولى من نوعها، إلى محاربة منتجات الشركة المنافسة. ويعمل مندوبو الشركتين على استهداف المدخنين بالدرجة الأولى، من خلال تقديم علب تبغ لهم من إنتاج شركتهم، شريطة أن يتنازل العميل عن علبة الدخان من إنتاج الشركة الأخرى، وفي حال قبل باستبدال العلبة. يقدم له المندوب هدية، عبارة عن قداحة أو ذاكرة رقمية (فلاش دسك). وذكر مندوب شركة أن شرط الحصول على علبة جديدة، «التنازل عن علبة قديمة من إنتاج الشركات الأخرى». وعلى رغم أن المندوب لا يدخن، إلا أن حقيبته مليئة بعلب الدخان والهدايا، التي أسماها «رمزية»، موضحاً أن الترويج بهذه الطريقة هدفه «الرد على حملة الشركات الأخرى، ضد شركته»، معترفاً بأن التدخين «مضر بالصحة. ولكن عمله يقتصر على الترويج فقط». غير ملتفت إلى أن الأنظمة في السعودية «تمنع الترويج للتبغ بأي وسيلة أو طريقة كانت». بدوره، وصف المشرف على جمعية مكافحة التدخين في الدمام صالح العباد، عملية الترويج للتبغ بأنها «مُخالفة للنظام، مهما كانت الطريقة المتبعة في ذلك». واستغرب طريقة الترويج الجديدة، التي تقتضي باستبدال علب الدخان. وأوضح في تصريح إلى «الحياة»، أن «شركات التبغ لديها طرق ووسائل كثيرة في الترويج، ومن بينها استغلال التجمعات الشبابية، في الكورنيش والمقاهي. كما رصدنا وجوداً لبعض الشركات في مسابقات عامة وفنادق». كما ترفق شركات التبغ هدايا مع العلب المباعة، وبخاصة إذا كانت بكميات كبيرة، محذراً من «عمليات استهداف الأطفال والشباب من صغار السن، تهدف إلى خلق عملاء دائمين». وتطمح الجمعية إلى أخذ دور «المراقب والمحرر للمخالفات»، ضد الشركات المخالفة للنظام. وأبان العباد، أن دور الجمعية «يقتصر على التوعية والعلاج». ومن بين أعمالها زيارة بعض التجمعات الشبابية، بهدف توعيتهم، إلا أنه استدرك أن «دور الجمعية لا يخولها منع الترويج، أو إيقاف المروجين، وتحرير مخالفة في حقهم». كما تسعى الجمعية إلى «التعاون مع الجهات الرسمية في الوقوف ضد الترويج للتبغ». وقال العباد: «نسعى إلى استصدار قرار من الجهات الرسمية، يخولنا بموجبه المراقبة وتحرير المخالفات. فيما تتولى الجهات المسؤولة تطبيق العقوبات والغرامات ضد المخالفين»، محذراً من «عدم مراقبتهم وتطبيق العقوبات في حقهم، ما يجعلهم يتجرؤون على الترويج في شكل دائم ومكشوف». ونظمت جمعية مكافحة التدخين، برنامجاً يستمر ثلاثة أشهر ل»علاج المدمنين على التدخين في إصلاحيتي الدمام والخبر، تحت رعاية مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية». يُشار إلى أن إحصائية صادرة من «السجل الوطني» في وزارة الصحة، أشارت إلى أن المدخنين في السعودية «تجاوزوا ستة ملايين، من بينهم 600 ألف مدخنة، يستهلكون 40 ألف طن من السجائر سنوياً، بما يعادل 15 بليون سيجارة. وينفق المدخنون أكثر من ثمانية بلايين ريال سنوياً». ووضعت إحصائية عالمية المملكة في المرتبة ال23 بين الدول الأكثر استهلاكا للتبغ، على مستوى العالم. وذكر تقرير لمنظمة الصحة العالمية، أن «عدد ضحايا التدخين في السعودية يبلغ نحو 21 ألف متوف سنوياً».