مهدت قوات الجيش العراقي لاقتحام ناحية الكرمة، شمال غربي الفلوجة، وألقت منشورات إلى سكانها، طالبة مغادرة البلدة قبل الهجوم، بعدما تمكنت قوات الأمن من السيطرة على قرى محيطة بالناحية. وبدأ الجيش الخميس الماضي عملية في حزام بغداد الشمالية والغربية المحاذية للأنبار، بالتزامن مع الهجوم في صلاح الدين. وقال عبد المجيد الفهداوي، وهو أحد شيوخ الأنبار ل «الحياة»، إن «القوات الأمنية تستعد لاقتحام ناحية الكرمة، وهي أهم معاقل داعش في الفلوجة، بعدما نجحت باقتحام محيط الناحية وتطهير عدد من القرى فيها». وأضاف أن «قادة أمنيين ومسؤولين محليين طلبوا من شيوخ عشائر الأنبار المساعدة للاتصال بوجهاء الناحية وسكانها وإبلاغهم ضرورة مغادرتها، وألقيت منشورات للغرض ذاته، استباقاً لاقتحام مركز الكرمة». ولفت إلى أن «الجيش، بمساعدة قوات «الصحوة»، تمكن من تطهير قرى الكناطر وذراع دجلة والبوعبيد والشهابي والكراغول واللهيب والبوعلوان»، ورجح اقتحام مركز الناحية قبل نهاية الأسبوع الجاري. وكان «داعش» سيطر على ناحية الكرمة في آب (أغسطس) الماضي بعد اشتباكات مع «جيش المجاهدين» الذي رفض مبايعة التنظيم، مقابل السماح له بالانتشار في الناحية. وللكرمة أهمية استراتيجية، لارتباطها بقرى وبلدات زراعية في محيط بغداد الغربي يستخدمها «داعش» للتسلسل ونصب مكامن. الى ذلك، قال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت في بيان أمس، إن «قوات الأمن تتقدم بمساندة الحشد الشعبي ومقاتلي العشائر بشكل كبير في الكرمة». وأضاف أن «عملية تحرير القضاء أوشكت على نهايتها ولم يبق إلا مناطق قليلة». وأشار إلى أن «داعش فقد سيطرته على غالبية قرى قضاء الكرمة»، لافتاً إلى أن «ذلك مؤشر إلى تقدم القطاعات الأمنية في عمليات التحرير بمساندة العشائر». وعزت «قيادة عمليات بغداد» إرجاء اقتحام مركز «الكرمة» إلى وجود عائلات يحتجزها «داعش»، وأكدت قتل 81 مسلحاً من التنظيم خلال عمليات تحرير الناحية والمناطق المحيطة بها. وقال ضابط في «قيادة عمليات الأنبار» إن قوة مشتركة من « قوات الجيش والفرقة الذهبية ومقاتلي العشائر، شنت هجوماً لتحرير قرية وبلدات واقعة على الطريق الرئيسي بين الرمادي وقضاء هيت وناحية البغدادي». وجدد أحمد الجميلي، وهو أحد شيوخ الأنبار، المطالبة بتسليح آلاف المقاتلين الذين أنهت القوات الأميركية تدريبهم منذ أسابيع.