في دليل جديد على هشاشة اتفاق «مينسك2» للتهدئة في شرق أوكرانيا الانفصالي، اتهم الجيش المتمردين الموالين لروسيا بشن هجوم بدبابات ومدافع هاون من عيار 120 ملليمتر وقوات مشاة على قرية شيروكيني التي تبعد 10 كيلومترات من شرق ماريوبول، آخر مدينة كبيرة تسيطر عليها كييف في الشرق. وأعلن الجيش جرح 4 جنود، علماً أن الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو كشف في مقابلة عن مقتل 64 جندياً منذ توقيع اتفاق وقف النار في 15 الشهر الماضي برعاية روسية وفرنسية وألمانية، كما أعلن سحب الطرفين المتنازعين الجزء الأكبر من أسلحتهما الثقيلة من الخطوط الأمامية لجبهات القتال. وندد الجيش الأوكراني بما اعتبره «انتهاكاً كبيراً» لاتفاق مينسك، فيما وصف إيليا كيفا، المسؤول المحلي في وزارة الداخلية، الوضع في شيرونيكي بأنه «بالغ الخطورة»، مؤكداً مواجهة القوات الأوكرانية صعوبة في صد الهجوم بعدما سحبت أسلحتها الثقيلة من المكان. إلى ذلك، ندد قائد قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في أوروبا الجنرال الأميركي فيليب بريدلاف، ب «عسكرة» شبه جزيرة القرم جنوبأوكرانيا، التي ضمتها روسيا إلى أراضيها في آذار (مارس) 2014. ولفت الى نشر روسيا أنظمة «متطورة جداً» في شبه الجزيرة التي «باتت منصة عسكرية»، وبينها أنظمة صواريخ أرض- جو تغطي 40 في المئة من البحر الأسود الذي «تغطيه صواريخ عابرة عملياً». ورفض الجنرال الأميركي تحديد عدد القوات النظامية الروسية المنتشرة في شرق أوكرانيا، وقال: «نتحدث عن آلاف الجنود الروس الذين يدخلون ويخرجون عبر حدود جنوب شرقي البلاد الخارج عن سيطرة كييف، كما تُنقل تجهيزات وأموال باستمرار لدعم القوات الروسية والانفصاليين». وأمس، باشر الجيش الروسي مناورات في منطقة ستافروبول (جنوب) بمشاركة المدفعية وراجمات صواريخ متعددة الفوهات، في حين انضمت دول الحلف الأطلسي المطلة على البحر الأسود، بلغاريا ورومانيا وتركيا، إلى أربع دول أخرى أعضاء في الحلف في تدريبات مناورات بحرية قرب القرم، بقيادة الطراد الأميركي «فيكسبورغ». كذلك بدأت الولاياتالمتحدة نشر ثلاثة آلاف جندي في دول البلطيق لإجراء مناورات تستمر ثلاثة أشهر، في إطار عملية «أتلانتيك ريزولف» التي تهدف الى طمأنة دول المنطقة في مواجهة روسيا. وقال الكولونيل ستيفن وورن، إن «حوالى 750 آلية ومعدات وصلت ريغا بحراً لتنفيذ المناورات، وتشمل خصوصاً دبابات «أبرامز» وآليات مقاتلة من طراز «برادلي» وسيارات «هامفيز». في صوفيا، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن «حل أزمة أوكرانيا لا يزال بعيداً، ولا تزال كييف تحتاج إلى كثير من الدعم بسبب وضعها الاقتصادي الخطير». وخلال زيارته موسكو، أكد وزير الخارجية خوسيه مانويل غارسيا مارغايو، أن إسبانيا تسجل «خسائر اقتصادية كبيرة» بسبب العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا بسبب أزمة أوكرانيا. وقال بعد لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف: «لا أحد يستفيد من هذه العقوبات التي تلحق ضررا كبيراً باقتصاد إسبانيا، وتكبدها خسائر ضخمة». وتابع: «تضررنا أيضاً بقوة من تراجع السياحة الروسية»، خصوصاً أن إسبانيا اعتُبرت إحدى الوجهات السياحية المفضلة للروس قبل انهيار الروبل، الذي خسر نحو نصف قيمته العام الماضي. واستبعد الوزير الإسباني «توسيع العقوبات على روسيا، «نظراً إلى الأنباء السارة من أوكرانيا»، حيث يسود هدوء نسبي بعد بدء تطبيق اتفاق وقف النار في منتصف شباط، معلناً رفضه مواصلة السياسة الحالية للعقوبات الى ما لا نهاية. بدوره، أشاد لافروف ب «موقف إسبانيا المتوازن في هذه الفترة الصعبة لروسيا والاتحاد الأوروبي»، اللذين بلغت علاقاتهما أدنى مستوى منذ انتهاء الحرب الباردة بسبب أزمة أوكرانيا. وأشاد برغبة مدريد في الكف عن مواصلة السياسة الحالية للعقوبات إلى ما لا نهاية، مبدياً قناعته بأن «المنطق» سيسود لدى الاتحاد، إذ إن إعادة تعاوننا إلى طبيعته يصب في مصلحة روسيا».