دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إلى التوحد بشأن أوكرانيا, وناقشا التحديات الأمنية في أوروبا، بما في ذلك الإرهاب, فيما اتهمت لندن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ب"تقويض" الأمن في أوروبا الشرقية، ووصلت إلى ريغا عاصمة لاتفيا 750 آلية عسكرية أمريكية من دبابات إبرامز وآليات مقاتلة من طراز برادلي وسيارات هامفيز, وثلاثة آلاف جندي أمريكي لإجراء مناورات في البلطيق, لإظهار الالتزام الأمريكي بدعم حلفاء حلف شمال الأطلسي. وحيا أوباما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، لعملهما على ترسيخ عملية وقف إطلاق النار، وفقا لاتفاق مينسك. وقال أوباما في الاجتماع الذي عقد في المكتب البيضاوي: "لكننا نعرف أيضا من التجارب خلال العام الماضي، أنه ما لم يكن لدينا مراقبة قوية وتنفيذ قوي فإن هذه الاتفاقيات لن يكون لها معنى". وتحرك الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة يدا بيد لفرض عقوبات على موسكو لتدخلها في أوكرانيا، لكن توسك رأى أن التكتل ليس مستعدا بعد لتشديد العقوبات على روسيا. وبالنسبة لتوسك، فإن التوحد ليس فقط مهما فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، لكنه أيضا مهم فيما يتعلق بالتهديد الإرهابي المتزايد في ليبيا واتفاقية بشأن شراكة للتجارة والاستثمار عبر الأطلسي. وقال توسك: إن على الاتحاد الأوروبي أن يساعد في وقف انتشار التطرف العنيف في أفريقيا. وأضاف: "لا يمكن أن يكون لدينا دولة فاشلة يديرها أمراء الحرب والفوضى... على بعد 100 ميل قبالة الساحل الجنوبي لأوروبا". واعترف أن حل أزمة أوكرانيا ومحاربة الإرهاب في ليبيا وتعزيز التجارة بدت كأنها تحديات مختلفة جدا. وأكد توسك على وجود "قاسم مشترك" بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي في الدفاع عن "قيمنا الأساسية" الخاصة بالحرية والازدهار والنظام السياسي. وقال رئيس الوزراء البولندي السابق: إن أعداء التحالف بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي "يحاولون تقسيمنا". إلا أن رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك أعرب في مقابلة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" عن قلقه من موقف السياسيين الأوروبيين بأن "حسن النية" من جانب روسيا سوف يحل الأزمة الراهنة مع أوكرانيا. وقال توسك: إن كثيرا من الأوروبيين لا يستطيعون "التفكير اليوم في صراع ساخن محتمل أو حرب" لأنها "غير مقبولة" في الرأي العام ، إلا أن هذا يترك أوروبا "غير مستعدة للوقوف في وجه القوى غير الديمقراطية في روسيا وأماكن أخرى". وتابع "يجب أن نستغل الأزمة الأوكرانية كنوع من التثقيف بشأن مدى الخطورة التي يمكن أن يصل إليها الوضع.. يتعين علينا أن نبدأ في العيش بدون أوهام". تقويض الأمن الأوروبي وفي السياق، اتهم وزير الخارجية البريطاني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ب"تقويض" أمن دول أوروبا الشرقية. رروقال فيليب هاموند في كلمته أمام معهد "رويال يونايتد سرفيسز انستيتيوت" وهو مركز أبحاث بريطاني حول الدفاع والأمن أمس"نواجه حاليا زعيما روسيا ميال ليس للانضمام إلى النظام العالمي القائم على أسس ويضمن السلام بين الدول ولكن إلى تقويضه". وأضاف، أن "أعمال الرئيس بوتين - ضم القرم بشكل غير شرعي وحاليا استعمال قوات روسية من أجل زعزعة شرق أوكرانيا- تقوض بالعمق أمن دول ذات سيادة في شرق أوروبا". كييف تتهم وفي كييف، اتهم الجيش الأوكراني المتمردين بشن هجوم بالدبابات ومدافع الهاون قرب ميناء ماريوبول الاستراتيجي جنوب خط الجبهة، في دلالة جديدة على عدم ثبات الهدنة السارية في شرق أوكرانيا الانفصالي. وقال الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو في مقابلة: إن 64 جنديا أوكرانيا قتلوا في الشرق منذ توقيع اتفاقات وقف إطلاق النار في مينسك في 15 الشهر الماضي برعاية روسية وفرنسية وألمانية. وبعد أيام من الهدوء النسبي، أكد العسكريون في بيان أن الهجوم يستهدف قرية شيروكيني التي تبعد عشرة كلم شرق ماريوبول، آخر مدينة كبيرة تسيطر عليها كييف في شرق البلاد. والسيطرة على ماريوبول من شأنها تشكيل جسر بري بين روسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو قبل عام لكنها تعول على أوكرانيا في شكل كبير لتلبية حاجاتها الأساسية. وقال الجيش الأوكراني في بيان: "عبر استخدام قذائف هاون عيار 120 ملم ودبابات ووحدات مشاة، يسعى المتمردون إلى طرد قواتنا من شيروكيني"، منددا بما اعتبره "انتهاكا كبيرا" لاتفاقات مينسك. من جانبه، وصف ايليا كيفا المسؤول المحلي في وزارة الداخلية الوضع في شيرونيكي بأنه "بالغ الخطورة"، مؤكدا أن القوات الأوكرانية تواجه صعوبة في صد الهجوم بعدما سحبت أسلحتها الثقيلة من المكان. وندد قائد قوات الحلف الأطلسي في أوروبا فيليب بريدلاف ب"عسكرة" شبه جزيرة القرم الأوكرانية، لافتا إلا أن "روسيا تنشر فيها أنظمة متطورة جدا (...) نرى فيها أنظمة صواريخ أرض-جو تغطي 40 في المائة من البحر الأسود. وهناك صواريخ عابرة تغطي عمليا كل البحر الأسود". وقال في مقابلة مع قناة تلفزيونية أوكرانية: "نرى أن القرم أصبحت منصة عسكرية". وسئل بريدلاف عن عدد القوات النظامية الروسية المنتشرة في شرق أوكرانيا، فرفض الإدلاء برقم علما بأن الولاياتالمتحدة تتحدث عن "آلاف" من الجنود. وأضاف، أن "رجالا وتجهيزات وأموالا تتنقل باستمرار لدعم القوات الروسية والمقاتلين الانفصاليين الموالين لروسيا في أوكرانيا". قوات أمريكية وفي واشنطن، أعلن متحدث باسم البنتاغون أن الولاياتالمتحدة بدأت بنشر ثلاثة آلاف جندي لإجراء مناورات في دول البلطيق تستمر ثلاثة أشهر، وذلك في إطار عملية "اتلانتيك ريزولف" الهادفة إلى طمأنة دول المنطقة في مواجهة روسيا. وقال الكولونيل ستيفن وورن، المتحدث باسم البنتاغون: إن "نحو 750 آلية إضافة إلى معدات وصلت بحرا إلى ريغا" للقيام بهذه المناورات التي تستمر "تسعين يوما". وتشمل المعدات خصوصا دبابات ابرامز وآليات مقاتلة من طراز برادلي وسيارات هامفيز بحسب معلومات أدلى بها لفرانس برس الجنرال جون اوكونر المكلف نقل المعدات. وقال: إن نحو ثلاثة آلاف فرد من كتيبة المشاة الثالثة سيبدأون في الوصول إلى المنطقة، الأسبوع المقبل، في إطار عملية انتشار تستغرق 90 يوما، للمشاركة في مهام التدريب المتعددة الجنسيات مع شركاء حلف شمال الأطلسي في استونيا ولاتفيا وليتوانيا. وأضاف: إن هذا التغيير الروتيني جزء من عملية للجيش الأمريكي تهدف إلى إظهار الالتزام بحلفاء حلف شمال الأطلسي في ضوء العدوان الروسي في أوكرانيا. بوتين يكرم وفي شأن روسي، منح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تكريما رسميا لرجل تشتبه بريطانيا في أنه استخدم البولونيوم المشع لتسميم ألكسندر ليتفينينكو الضابط السابق في جهاز المخابرات السوفيتي المعارض للكرملين في لندن، قبل نحو عشر سنوات. وطبقا لتنويه وضع على النشرة الرسمية للدولة منح أندريه لوجوفوي ميدالية "خدمة الوطن" من الدرجة الثانية لمساهمته في تطوير البرلمان الروسي. وتوفي ليتفينينكو بمستشفى في لندن عام 2006. وكشف تحقيق أنه تعرض للبولونيوم وهو نظير مشع. وكانت السلطات البريطانية حددت اسم لوجوفوي وروسي آخر يدعى ديمتري كوفتون كمشتبه بهما. ونفى الرجلان تورطهما ورفضت روسيا تسليمهما للمثول للمحاكمة. ولوجوفوي عضو في البرلمان الروسي حاليا عن حزب قومي. وليتفينينكو ضابط سابق في جهاز الأمن القومي الروسي نشر مزاعم عن الفساد داخل الحكومة الروسية. وانتقل للعيش في لندن مع عائلته قائلا: إنه يخشى من أعمال انتقامية ضده. وكان في لقاء مع لوجوفوي وكوفتون قبل وقت قصير من مرضه.