دعا رئيس الوزراء الأوكراني آرسيني ياتسينيوك لدى استقباله وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في كييف أمس، الى مفاوضات مع موسكو «في ارض محايدة» لبدء وقف التصعيد في شرق اوكرانيا. وشدد شتاينماير الذي توجه لاحقاً الى موسكو للقاءه نظيره الروسي سيرغي لافروف على ضرورة احترام اتفاقات مينسك للسلام الذي وقعته كييف مع انفصاليي شرق اوكرانيا الموالين لروسيا في 5 ايلول (سبتمبر) الماضي، وقال: «ليست اتفاقات مينسك مثالية، لكنها اساسية». واستبق لافروف لقاءه شتاينماير، بإبداء أمله بألا تكون علاقات بلاده مع الاتحاد الأوروبي بلغت «نقطة اللاعودة» بسبب أزمة اوكرانيا، غداة قرار الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة على انفصاليي شرق اوكرانيا الموالين لموسكو. وقال لافروف خلال لقاء ديبلوماسيين روس وبيلاروس في مينسك عاصمة بيلاروسيا: «نحن مهتمون بتطوير العلاقات مع اوروبا، ونكرر دعوتنا الى انشاء فضاء اقتصادي وإنساني مشترك من لشبونة الى فلاديفوستوك»، وهو ما اقترحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واستقبله الأوروبيون بفتور. ودعا لافروف بإلحاح سلطات كييف الى احترام اتفاقات مينسك والتي ينتهكها الطرفان يومياً، وإطلاق مفاوضات مع المتمردين لإنهاء النزاع الذي حصد اكثر من 4 آلاف قتيل. وقال: «بدلاً من إجراء اتصالات مع الانفصاليين، شرعت كييف في سياسة خنق اقتصادي واجتماعي في جنوب شرقي اوكرانيا. وآمل بأن يدرك زملاؤنا الغربيون الذين يؤثرون في كييف خطورة هذه السياسة». وأكد أيضاً أن موسكو ترغب في إجراء إصلاحات في منظمة الأمن والتعاون الأوروبية التي تنشر مراقبين في أوكرانيا «لأننا نرفض ان تصبح هذه المنظمة أداة في يد الغربيين ضدنا». وفيما اعلن الجيش الأوكراني مقتل خمسة من جنوده وجرح 8 آخرين شرق البلاد في الساعات ال 24 الأخيرة، ندد الحلف الأطلسي (ناتو) «بتعزيزات عسكرية خطرة» في شرق اوكرانيا والجانب الروسي من الحدود، وبرصد قوات روسية ومعدات ووحدات مدفعية وأنظمة حديثة مضادة للطيران في المنطقة. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ على هامش اجتماع وزراء الدفاع الأوروبيين في بروكسيل: «تملك روسيا خيار المشاركة في حل سلمي عبر التفاوض او مواصلة السير على طريق تقود الى عزلها، ونحن ندعوها الى سحب قواتها من شرق اوكرانيا واحترام اتفاق مينسك».