استبعد المعارض الروسي اليا ياشين فرضية اغتيال متطرفين اسلاميين المعارض بوريس نيمتسوف بالرصاص خلال وجوده على الجسر الكبير المحاذي للكرملين في 27 شباط (فبراير) الماضي، ووصفها بأنها «سخيفة وذات دوافع سياسية». وكانت لجنة التحقيق أوضحت أنها تبحث في احتمال اغتيال نيمتسوف بسبب ادانته الهجوم الدموي الذي نفذه مسلحون اسلاميون على مجلة «شارلي ايبدو» الفرنسية الساخرة في باريس مطلع كانون الثاني (يناير)، وذلك استناداً الى اعتراف مشبوه من الشيشان ذات الغالبية المسلمة يدعى زاور داداييف بمشاركته في عملية الاغتيال الى جانب انزور غوباشيف ثلاثة آخرين نفوا جميعم صلتهم بالجريمة. وكانت الشيشان شهدت في كانون الثاني مسيرة ضخمة ضد الصور المسيئة للإسلام التي نشرتها «شارلي ايبدو». ويدقق المحققون ايضاً في احتمال اغتيال نيمتسوف لانتقاده دور روسيا في نزاع اوكرانيا، او بهدف زعزعة استقرار روسيا. وقال اليا ياشين، الذي أسس مع نيمتسوف حركة «سوليدارنوست» المعارضة: «الرواية الرسمية من التحقيق غير منطقية وأكثر من سخيفة. اعتقد بأنها ناتجة من قرار سياسي أصدره الكرملين» الذي كان يرى ان نيمتسوف مصدر تهديد له بعدما أبدى نيته كشف فساد مسؤولين. وأضاف المعارض: «لم يتكلم نيمتسوف يوماً في شكل سيء عن الاسلام»، وانتقد ببساطة قتل الاسلاميين 12 شخصاً في الهجوم على شارلي ايبدو». وعلّق ياشين على التحقيق مع المشبوه داداييف الذي عمل سابقاً نائباً لقائد كتيبة في شرطة الشيشان، بتهمة «ارتكاب جريمة لأسباب مالية»، قائلاً: «اسوأ مخاوفنا هو اعتقال المنفذ فيما الآمر لا يزال حراً». وكان الرئيس الشيشاني رمضان قديروف صرح أول من أمس: «عرفت داداييف كقومي روسي حقيقي. كان احد الجنود الأكثر شجاعة في كتيبته»، مؤكداً انه يجهل اسباب توقيفه. وزاد: «داداييف رجل متدين صُدم على غرار جميع المسلمين برسوم شارلي ايبدو المسيئة للإسلام». وكان اغتيال أحد أبرز معارضي الحكومة الروسية اثار تنديد العديد من الدول وصدم المعارضة الروسية التي شهدت مقتل الكثير من اعضائها خلال السنوات الماضية والتي تتهم الرئيس فلاديمير بوتين بقمع الاعلام المستقل والاحزاب المعارضة.