قررت محكمة في موسكو أمس، توقيف 5 أشخاص يتحدرون من منطقة شمال القوقاز، على ذمة التحقيق في قضية اغتيال المعارِض بوريس نيمتسوف الشهر الماضي. ووجّه قاضي التحقيق اتهامات إلى اثنين من الموقوفين، أقرّ أحدهما بالمشاركة في تنفيذ الجريمة. واعتبرت المحكمة أن الأدلة التي قدمها المحققون تكفي لتوجيه الاتهام وحبس اثنين من المحتجزين على ذمة القضية، خصوصاً بعدما قادت اعترافات أحدهما إلى توضيح جانب من ملابسات الجريمة، فيما قررت توقيف الثلاثة الآخرين احتياطياً، بعدما اعتبرتهم مشبوهين بالمشاركة في تنفيذ الاعتداء. ولم يقدم الادعاء العام خلال الجلسة، تفاصيل عن دور كل فرد من المحتجزين، لكنه تحدث عن أدلة تثبت تورطهم. وتزامن ذلك مع إعلان مقتل مشبوه سادس في غروزني، أثناء محاولة اعتقاله. وذكرت الشرطة الشيشانية أنها حاصرت شخصاً توافرت أدلة على تورطه بالجريمة، مشيرة إلى أنه فجّر قنبلة يدوية كانت معه، قبل تمكّن الشرطة من السيطرة عليه. وكان لافتاً أن المشبوهَين الأساسيَّين القضية خدما في أجهزة أمن، إذ كان زاور دادايف الذي اعترف بدوره في الجريمة، عضواً في كتيبة «سيفير»، وهي من الوحدات الخاصة في الشيشان، فيما عمِل انزور غوباشيف الذي يُشتبه في أنه كان سائق السيارة التي استُخدمت لتنفيذ الجريمة، في الشرطة في انغوشيتيا المجاورة للشيشان، قبل أن ينتقل إلى موسكو ليعمل حارساً في مجموعة تجارية ضخمة. لكنه نفى الاتهامات الموجهة إليه. كما أعلن المشبوهين الثلاثة الآخرين براءتهم، ولم تُوجّه اليهم اتهامات. لكن ممثلاً عن لجنة التحقيق أبلغ المحكمة أن «هناك أدلة على تورطهم»، وهم شاغيد غوباتشيف، الشقيق الأصغر لأنزور، ورمسات بخاييف، وتمرلان اسكرخانوف. وعلى رغم أن المحققين لم يكشفوا تفاصيل عن دوافع الجريمة، اعتبر خبراء أمن أن انتماء المتهمين والمشبوهين إلى منطقة القوقاز، يقوّض احتمال أن يكون الاغتيال نُفِّذ بأمر من خارج روسيا لزعزعة وضعها الداخلي، ويعزّز فرضية أن يكون نيمتسوف لوحق لأسباب سياسية أو لمسائل تتعلق بنشاط تجاري أو مالي. ونقلت صحيفة «كوميرسانت» عن جهات أمنية أن أجهزة التحقيق تمكنت من تحديد هويات المشبوهين، بفضل تحليل محتويات عدد ضخم من أشرطة التسجيل التي صوّرتها كاميرات مراقبة منتشرة بين مكان وقوع الجريمة على جسر قرب الكرملين، ومكان العثور على السيارة التي استخدمها منفذا الهجوم للفرار. وأشارت إلى أن الكاميرات كشفت وجهَي القاتل وسائق السيارة، في منطقة لا تبعد كثيراً عن النقطة حيث تركا السيارة. على صعيد آخر، أعلن الجيش الأوكراني مقتل جندي برصاص قناص وجرح ثلاثة في الساعات ال24 الماضية، في الشرق الانفصالي حيث تبقى الهدنة صامدة. لكنه اتهم «جماعات مسلحة غير شرعية» بأنها «تشارك بفاعلية في تدريبات قتالية وجمع موارد وإعادة بناء الجاهزية الفنية». وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إنه لم يرصد «أي تغيير في النيات الاستراتيجية» للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إزاء أوكرانيا.