وجهت محكمة روسية اليوم (الاحد) الاتهامات لشخصين بالتورط في قتل المعارض الروسي بوريس نيمتسوف، من بينهما مسؤول سابق في شرطة الشيشان اعترف بتورطه في الجريمة. وحضر المحاكمة المشتبه بهم الخمسة الذين اعتقلوا بعد اكثر من اسبوع على جريمة الاغتيال. وقالت الناطقة باسم المحكمة آنا فادييفا ان "الرجال الثلاثة، الذين لم توجه لهم الاتهامات، يعتبرون في هذه المرحلة مشتبها بهم وهم قيد الاعتقال". واعلنت القاضية الروسية نتاليا موشنيكوفا ان "مشاركة زاور داداييف في العملية تأكدت عبر اعترافه"، ووجهت له الاتهامات مع انزور غوباتشيف. وعمل داداييف نائبا سابقا لقائد كتيبة في شرطة الشيشان، اما غوباتشيف فعمل في شركة امنية خاصة في موسكو. واعتقل الاثنان أمس في جمهورية انغوشيا الروسية المجاورة للشيشان في شمال القوقاز. ووجهت الاتهامات للرجلين بارتكاب الجريمة، الا ان غوباتشيف نفى تورطه. ولم تظهر معلومات حول الدافع لدى الموقوفين لقتل نيمتسوف، الذي يقول أنصاره ان قرار قتله صدر عن الحكومة الروسية التي تريد اسكات اي صوت مناوئ لها، ما نفته السلطات بشدة. واعلن أمس جهاز الامن الفدرالي ولجنة التحقيق توقيف غوباتشيف وداداييف. في حين أعلن اليوم عن توقيف المشتبه بهم الثلاثة الآخرين وهم شاغيد غوباتشيف، شقيق انزور الاصغر، ورمسات بخاييف وتمرلان اسكرخانوف الذين اوقفوا في انغوشيا ايضا. والرجال الخمسة من منطقة شمال القوقاز حيث خاضت روسيا حربين ضد متمردين شيشان، ولا تزال قوات الامن تواجه "متمردين اسلاميين" في هذه المنطقة. وقال ممثل عن لجنة التحقيق للمحكمة ان "المشتبه بهم (الثلاثة) ينكرون تورطهم في الجريمة الا ان المحققين يملكون ادلة على ذلك". ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصدر في جهاز الامن ان مشتبها به آخر انتحر بتفجير قنبلة في منزله بعدما احاطت به القوات الامنية في غروزني، عاصمة الشيشان. وتتهم المعارضة الروسية الرئيس فلاديمير بوتين بقمع الاعلام المستقل والاحزاب المعارضة. وقالت زانا نيمتسوفا ابنة نيمتسوف في مقابلة لقناة "سي إن إن" ان لعملية الاغتيال "دوافع سياسية". واضافت انه "في ظل نظام سلطوي اي شخص لا يؤيد السياسات المعتمدة وينتقد وجهة النظر الرسمية يشكل خطرا". واتهم اليكسي نافالني "القادة السياسيين في البلاد" بتدبير عملية التصفية. ووصف بوتين مقتل نيمتسوف بالمأساة واكد انه لن يوفر جهدا لاحالة المسؤولين عن "الجريمة النكراء والخسيسة" الى القضاء. وتوقع محققون ان يكون الدافع وراء اغتيال نيمتسوف هو زعزعة استقرار البلاد، أو لانتقاده دور روسيا في نزاع في اوكرانيا او لادانته في كانون الثاني (يناير) الهجوم الدامي الذي نفذه مسلحون اسلاميون ضد مجلة "شارلي ايبدو" في باريس. ويعتقد ان نيمتسوف كان يقوم بدراسة تفصيلية حول وجود قوات روسية في اوكرانيا، ما نفاه الكرملين.