لوّح الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، ب «انسحاب» واشنطن من المفاوضات التي تجريها إيران مع الدول الست المعنية بملفها النووي، إذا لم يتوصل الجانبان إلى اتفاق يضمن عدم امتلاك طهران سلاحاً ذرياً. في غضون ذلك، بدّد مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي إشاعات عن تدهور وضعه الصحي مجدداً، اذ التقى مسؤولين وناشطين في شؤون البيئة، عشية التئام مجلس خبراء القيادة لانتخاب رئيس جديد للمجلس، وسط لغط بسبب إدراج اسم رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني بين المرشحين. وقال أوباما لشبكة «سي بي أس» الأميركية إن أي اتفاق يجب أن يتيح للدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) «التثبّت» من أن طهران «لن تملك سلاحاً نووياً»، وأن تحظى تلك الدول ب «وقت يكفي للتحرّك أثناء فترة انتقالية، ولو خدعتها» إيران. وزاد: «إذا لم نحصل على هذه الضمانات، لن نقبل باتفاق». وكرّر أن عدم التوصل إلى اتفاق «هو أفضل من (إبرام) اتفاق سيء، وإذا لم يكن هناك اتفاق، سنخرج من دونه»، لافتاً إلى أن الإيرانيين «لم يوافقوا بالكامل على قيود (تُفرَض) على برنامجهم النووي». وزاد: «وصلنا إلى مرحلة في المفاوضات لم يعد الأمر فيها مرهوناً بقضايا تقنية، بل بإرادة سياسية». وحذر زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ السناتور الجمهوري ميتش ماكونيل أوباما من إبرام «الاتفاق السيء الذي نتوقّع جميعاً أن يتوصل إليه». وأضاف أن الرئيس الديموقراطي «لا يمكنه الالتفاف على الكونغرس إلى الأبد»، معرباً عن أمله بنيل دعم 67 من الأعضاء المئة في مجلس الشيوخ ل «تأكيد الدور التاريخي للمجلس، في النظر في أمور على هذه الأهمية». على صعيد آخر، يعقد مجلس خبراء القيادة اجتماعاً دورياً غداً، لانتخاب رئيس خلفاً لرئيسه السابق محمد رضا مهدوي كني الذي توفي في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. والمجلس مُكلّف اختيار المرشد وعزله، وتحديد مدى قدرته على إدارة شؤون إيران. وأثار انتخاب رئيس للمجلس لغطاً في الساحة السياسية الإيرانية، بسبب إدراج اسم رفسنجاني بين المرشحين، إضافة إلى مشكلة صحية ألمّت بخامنئي قبل أشهر. ويعتقد مراقبون بأن الرئيس الجديد للمجلس قد يكون المرشد المقبل للجمهورية. ورأس رفسنجاني المجلس بين عامَي 2007 و2011، لكنه لم يسعَ إلى ولاية أخرى، بسبب ضغوط مارسها الأصوليون لاتهامه بتأييد مطالب الزعيمين الإصلاحيَّين مهدي كروبي ومير حسين موسوي بعد انتخابات الرئاسة عام 2009. وبين المرشحين لرئاسة المجلس، إضافة إلى رفسنجاني، الرئيس السابق للقضاء محمود هاشمي شاهرودي، والنائب الثاني لرئيس المجلس محمد يزدي الذي يحظى بدعم رئيس مجلس صيانة الدستور أحمد جنتي، ورجلا الدين المتشددان محمد تقي مصباح يزدي وأحمد خاتمي. ويحرص الأصوليون على دعم شخصية قريبة منهم، من اجل السيطرة على رئاسة مجلس خبراء القيادة، فيما يسعى الإصلاحيون والمعتدلون إلى مساندة رفسنجاني،. ويرجّح قريبون من شاهرودي العراقي المولد، ألا يترشّح للمنصب، بسبب رغبته في زعامة المؤسسة الدينية في مدينة النجف العراقية، علماً أن أوساطاً إيرانية تتحفظ عن ترؤسه مجلس الخبراء، باعتباره عراقي المولد ورأسَ المجلس الأعلى الإسلامي العراقي لدى تأسيسه في إيران خلال ثمانينات القرن العشرين.