أدلى الإيرانيون بأصواتهم أمس، في الدورة الثانية من الانتخابات النيابية، والتي يُرجّح أن تؤدي إلى ترسيخ خصوم الرئيس محمود أحمدي نجاد سيطرتهم على مجلس الشورى (البرلمان). ويتنافس 130 مرشحاً لشغل 65 مقعداً، من مجموع 290 مقعداً في البرلمان، بين قوائم انتخابية عدة، أبرزها «الجبهة المتحدة للأصوليين» التي يرعاها رئيس «مجلس خبراء القيادة» محمد رضا مهدوي كني ورجل الدين محمد يزدي، و «قائمة استقامة الثورة الإسلامية» التي يرعاها رجل الدين محمد تقي مصباح يزدي، وأخرى مدعومة من سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي وإصلاحيين ومستقلين. وثمة مراكز اقتراع في 33 دائرة انتخابية، أبرزها طهران حيث يتنافس 50 مرشحاً على 25 مقعداً، بعد حسم 5 مقاعد في الدورة الأولى التي نُظمت في 2 آذار (مارس) الماضي. وأعلن رئيس لجنة الانتخابات في وزارة الداخلية صولت مرتضوي أن نسبة التصويت كانت «جيدة»، مقارنة بالدورة الثانية من الانتخابات النيابية السابقة، مشيراً إلى أن النتائج النهائية ستُعلن بعد 24 ساعة على إغلاق صناديق الاقتراع. واقترع قادة إيرانيون، بينهم مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني وسكرتير مجلس صيانة الدستور أحمد جنتي ونجاد ومهدوي كني وحسن الخميني، حفيد الإمام الراحل. وحض خامنئي الإيرانيين على الاقتراع بكثافة، وقال بعد إدلائه بصوته إن الدورة الثانية لا تقل أهمية عن الأولى، مضيفاً: «كلما كَثُرَتْ الأصوات التي ينالها النواب، تزيد عزيمتهم وقدرتهم وصدقيّتهم، كما أن تمكّنهم من أداء مهماتهم في شكل أفضل». واعتبر الانتخابات «إنجازاً مهماً ومصيرياً جداً». أما رفسنجاني فتمنى «التنسيق والتعاون بين رؤساء السلطات الثلاث، واستثمار الودائع الإيرانية لتسوية المشاكل الاقتصادية»، فيما شدد مهدوي كني على أن «الحضور الواسع للشعب في الاقتراع، سيزرع مجدداً اليأس والخيبة في نفوس أعداء النظام». ووصف رئيس البرلمان علي لاريجاني الشعب الإيراني بأنه «واع وذكي ويتحلى بحكمة وبصيرة، ويدرك جيداً حساسية الانتخابات»، فيما اعتبر جنتي أن المشاركة الواسعة في الدورة الثانية «ستؤثر في محادثات بغداد» المقررة بعد نحو ثلاثة أسابيع بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي. وقال: «الشعب الإيراني ثابت في موقفه، ولن يتراجع قيد أنملة». وكانت أُشيعت أنباء عبر رسائل هاتفية قصيرة، أفادت بمساندة مجتبى خامنئي، نجل المرشد، «قائمة استقامة الثورة الإسلامية»، ما دعا «الجبهة المتحدة للأصوليين» إلى إبداء «قلقها لانتشار مثل هذه الأخبار المزيفة، في الساعات الأخيرة قبل بدء الانتخابات»، وطالبت «جميع الجهات السياسية بالالتزام بالأخلاق». وأشار النائب المحافظ البارز علي مطهري إلى وجود «اتجاهين في البرلمان الجديد: الأول يؤمن بالتطرف، والثاني يدعو إلى الاستقلال والاعتدال والدفاع عن حقوق المواطنين». وحض الإيرانيين على الاقتراع، ل «الحؤول دون سيطرة المتطرفين على البرلمان».