أكد الباحث ناصر الحزيمي أن جهيمان كان القائد الحقيقي لجماعة المهدي المنتظر على رغم أنه نادى بالبيعة لمحمد بن عبدالله القحطاني، وعزا السبب في ذلك إلى أن «جهيمان تركيبته حركية، وليست علمية، أما من ناحية العلم فهو رجل يتمتع بحافظة جيدة، ويستطيع أن يدلل على قضيته بالكتاب والسنة وأقوال ابن تيمية وابن القيم، ويستحضر أقوالهم وذاكرته حاضرة وجيدة، مما يدل على أن الأتباع والمجموعة تتبع هذا الشخص ذا الكاريزما المعينة». وكشف الحزيمي في حديث ل«الحياة» أن محمد عبدالله القحطاني «ينتمي إلى أسرة تنتسب أنها من أهل البيت، وذلك أنهم قالوا إنهم من الأشراف الذين جاؤوا من حملة الأتراك من مصر، وأخذوا اسم القحطاني عن طريق الحلف، وليسوا من أرومة القحاطين، لكن تأكيدهم أنهم أشراف وهذا كلامهم منذ القدم، وسمعناه منهم قبل قضية ادعاء المهدوية». وحول خطورة مسألة إثبات المهدي يقرر الحزيمي قناعته بأنه «لا يوجد شيء اسمه المهدي، وهو قول مشهور لبعض أهل العلم مثل ابن خلدون ومجموعة من العلماء»، لافتاً إلى أن الخطورة عند أهل السنة تكمن في أن «المذاهب الأخرى قضيتهم محسومة، فلهم مهدي محدد وليس أي واحد من آل البيت ، أما نحن فالمسألة عندنا مفتوحة تماماً، وعلى رغم أن كثيراً ممن يثبتون روايات المهدي يصححونها بمجموع الأحاديث، إلا أن كثيرين منهم في التفاصيل يأخذون بالأحاديث الضعيفة». ويستطرد في ذكر الأخطار التي تحوم حول قضية المهدي في الإسلام بقوله: «الذين ادعوا المهدوية في الإسلام بلغوا أكثر من 30 رجلاً، 5 منهم أقاموا دولاً، ومما يؤكد خطورة هذه القضية سياسياً، أن أبا جعفر المنصور سمى ولده المهدي تيمناً بالمهدي المنتظر، مروراً بالمهدي بن تومرت الذي أسس دولة الموحدين، ومهدي السودان، وأخيراً مهدي جهيمان». وتابع: «ومن أخطر ما يوجد في الخطاب الإسلامي قضية اعتماده على الرؤى والأحلام في وقائع خطيرة كهذه، فكثيرون من أصحاب الخطاب السلفي يرون أن الرؤيا حق، وهذا ما يؤكد أن قضية المهدي هي قضية نائمة يمكن أن تبرز على السطح في أي وقت، وهي متوقعة، بخاصة أنها مرتبطة مع أزمات الأمة، التي قد يأتي أحدهم ليستغلها ويدعي المهدوية ولا تدري إن كان أصله كذا أم لا. وتجربتي تؤكد ذلك، عندما كان مقتحمو الحرم يرون رؤى تصيبهم بسبب الهوس الجمعي، فتجد أن واحداً ضمن مجموعة يقول أنا رأيت رؤيا، فيعجبون برؤياه فيرونها، وهكذا، وحالة الهوس التي أصابتهم كانت أشبه برؤية مجموعة من الجوعى للطعام، ما يدخل تحت التعريف الشرعي للأحلام الباطلة بأنها من حديث النفس وأوهامها».