قبل أن يكمل دورينا الزين «دوري زين» أسبوعين فقط من انطلاقته بدأت مقصلة إقالة المدربين، والذين انكشفت قدراتهم التدريبية باكراً، وكان أول من استفتح برأسه هذا الموسم مدرب القادسية بعد حفلة أهداف الاتحاد تلاه الاتفاق ثم انفرطت السبحة بالكثير من المدربين منهم من أقيل ومن استقال .. وهناك الآن من تدور فوق رؤوسهم دوائر الإقالة. الجميع ينتظر أي نتيجة سلبية في المقبل من المباريات لأنها تعني تأشيرة الخروج بلا عودة، ودائماً ما يطلق على هؤلاء المدربين بعد إقالتهم (ضحايا الدوري). أندية تفرّط في نجومها وتريد الانتصارات وأخرى تجلب الرجيع وتأمل في البطولات، يستغنون عن الهدافين ويلومون الحظ في ضياع الفرص، ويتعاقدون مع من رفضتهم أنديتهم ويستغربون أن تتخم شباكهم بالأهداف. وعندما تبدأ رحلة الضياع والصعود للهاوية لا يجدوا ما يحفظ كرامتهم إلا المدرب الذي اختاروه أحياناً لمجرد أنه يحمل مسمى مدرب من دون سجل مشرف ولا صيت لافت، فهو المسؤول عن كل سوء حل بالفريق وهو لم يحسن وضع الخطة ولم يجد توظيف اللاعبين. هل يعقل أن مباراتين فقط تكشفان شخصية المدرب الفنية؟ حتماً لا، لكن الإدارة الموقرة لابد أن تواري سوء الاختيار فتبادر إلى إلغاء عقده والتعاقد مع مدرب آخر، وهنا نتساءل: هل كانت المعسكرات الخارجية قبل انطلاق الدوري فسحة واستجماماً حتى لا تعرف الإدارة خلالها قدرات المدرب وإمكاناته؟ وهل يعقل أن يذهب الهدر المالي في المعسكر سدى؟ استرجعوا عدد المتعاقد معهم من بدء الدوري ومن بقي منهم ومن رحل لتدركوا أن أنديتنا تعاني كثيراً من عشوائية الاختيار وسوئه أحياناً، كما تعاني من التخبط الإداري عندما تلغي العقد وتدفع الفاتورة المالية باهضة، فتكون هي الضحية وليس المدربين الذين قبضوا كل حقهم (على داير المليم) بغض النظر عما تسببوا فيه من نتائج سلبية أو حتى هبوط، وأضافوا لها الشروط الجزائية الضخمة التي أستغرب أن ترضى بها الأندية التي تستقدم مدربين من فئة (مشي حالك) فيكونون على رأي المثل (حشفاً وسوء كيلاً)، فهل المدربون بعد هذا ضحايا الدوري أم نحن؟ [email protected]