قال عمر بن لادن – أصغر أنجال المطلوب الأول في العالم زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن- إنه سيستخير الله في شأن ما إذا كان يتعين عليه الإبلاغ عن مكان وجود والده إذا عرف مكانه. وأضاف في مقابلة مع مجلة "نيو ستيتسمان" البريطانية- أنه إذا حدث ذلك فإن الله سيهديه إلى التصرف السليم. وزاد: "أي نجل على وجه الأرض سيواجه صعوبة في مثل تلك الحال". وكشف نجل ابن لادن أن طفولته كانت يغلب عليها الحزن والوحدة، "بسبب حماسة والدي لمساندة الجهاد الأفغاني ضد الغزو السوفياتي. إذ قلّما وجدت فرصة للتحدث إليه، كما أنه كان يخشى على سلامتنا، ولذلك كان يتعين علينا أن نلعب داخل الأبواب المغلقة". وقال إن المنزل كان يغص بالأطفال، لكن حين يكون ابن لادن موجوداً "كنا نلتزم الهدوء والطاعة". ووصف عمر بن لادن أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001 بأنه كان يوماً "حزيناً جداً". وقال إنه كان يغط في نوم عميق بمنزل جدته لأبيه، حينما أيقظه عمه وقال له: "انظر ماذا فعل والدك". وخرج عمر إلى صالة الجلوس ليجد العائلة بأكملها متحلقة حول جهاز التلفزيون. وأضاف أنه لم يوافق عمه على ما ذهب إليه في شأن تورط ابن لادن في الهجمات على الولاياتالمتحدة، "لم أتخيل قط أن والدي قادر على مهاجمة أميركا، فهو (الهجوم) أكبر من تنظيمه الصغير. إنني لا أستطيع التحدث نيابة عن عائلتي. هذا الموضوع مؤلم جداً بالنسبة إلينا حين نهم بالتحدث عنه. لقد شعرنا جميعاً بالصدمة من معاناة أولئك المساكين. ومنذ ذلك الصباح لم نتحدث عن هذا الموضوع مطلقاً". ورداً على سؤال عما قصده بوصفه والده بأنه عابس متجهم الوجه، قال ابن لادن الابن: "على رغم أن والدي كان عبوساً ولم يكن يتردد في استخدام عصاه لتأديبنا، إلا أنه كانت هناك أوقات جيدة، حين كان يتخلى عن خططه الحربية ليلعب معنا. يمكن لوالدي أن يكون عطوفاً للغاية، وكان وثيق الصلة بوالدته. وأذكر كيف كان يشع وجهه بالسعادة حين يكون معها". وسئل عما إذا كان يرى والده شريراً، فأجاب: "لن أجيب قط عن سؤال من هذا القبيل عن والدي. لن أسمح لنفسي بمجرد التفكير في ذلك". وأعرب ابن لادن الابن عن اعتقاده بأنه لا يصلح للعمل في السياسة، فأنا أملك عادة الجهر بالحقيقة، حتى لو لم تكن ستخدمني في شيء". وقال إنه يود أن يعمل في خدمة الأممالمتحدة لتشجيع نشر السلام. وأوضح عمر بن لادن أنه يعشق تربية الخيول، والعناية بعائلته، "كما أنني أريد بحماسة أن أوقف العنف. لا أعرف كيف سيتحقق ذلك على وجه التحديد. لكني أعرف أن ذلك سيحدث". وسئل عن مكان والده، فردّ: "يا له من سؤال! الجميع يسألني ذلك السؤال. هناك أشخاص أذكياء للغاية في جميع أرجاء العالم يبحثون عن والدي لكنهم لم يعثروا عليه. هل يعتقد أي شخص بأنني أعرف مكانه؟ إذا كانوا كذلك فهم لا يفكرون بطريقة سليمة".