وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتوفير منزل للقنصل السعودي في عدن عبدالله الخالدي وعائلته، إثر عودته سالماً إلى أرض الوطن بعد تحريره من قبضة خاطفيه في اليمن منذ العام 1433ه. وطوت عائلة الخالدي أمس آخر فصول معاناتها، بعد تحريره من أيادي خاطفيه، في عملية وصفت ب«النوعية». وأعاد نبأ تحرير الخالدي الأمل إلى أسرته، بعدما طرق الإحباط بابهم، خصوصاً بعد محاولة تنظيم «القاعدة» الإرهابي استخدامه «ورقة ضغط» من خلال التسجيلات التي بثها، ليبقى الديبلوماسي السعودي «رهينة» بيد التنظيم الإرهابي مدة 1069 يوماً. (للمزيد) وكان ولي ولي العهد نائب رئىس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز في استقبال الخالدي لدى وصوله إلى الرياض. ووصف مصدر في الوزارة تحرير الخالدي بأنه تم نتيجة الجهود المكثفة التي بذلتها رئاسة الاستخبارات العامة. وأعرب الخالدي عن سعادته بالعودة إلى أرض الوطن، مقدماً جزيل شكره إلى القيادة السعودية وكل من دعمه وتعاطف معه خلال محنته. وأعلن أن كل البيانات التي صدرت على لسانه «مكذوبة»، ولم يطلع عليها، ولا تمثله، أما المقاطع المرئية التي ظهر فيها، خلال فترة اختطافه، فكانت تحت الضغط والإجبار، مقدماً اعتذاره لجميع من أساء إليهم في تلك البيانات المصورة. ومن جانبه أعرب ولي ولي العهد عن سعادته البالغة بعودة الخالدي. وأكد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز اهتمام ولاة الأمر بجميع المواطنين، ومتابعة أوضاعهم، ومساندتهم في كل الظروف والأحوال وفي أي مكان. وشارك في استقبال الخالدي نائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، ووزير الدفاع رئيس الديوان الملكي المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. ورنّ الهاتف ظهر أمس في منزل محمد خليفة الخالدي، وطلب المتصل أن يتحدث مع «أبي عبدالله»، وحين قال الأب: نعم، فاجأه المتصل بهويته: «أنا محمد بن نايف». ثم زفّ له البشرى: «عبدالله بخير وهو عندنا، والحمد لله على سلامته»، لم يتمالك الأب نفسه، وهو يسمع هذه الكلمات من ولي ولي العهد. واختلطت الدموع بشهقات الفرح. وقال شقيق عبدالله إبراهيم الخالدي ل»الحياة» أمس: «اطمأننا على شقيقي بعد تحريره، وهذا أسعد خبر لنا ولمحبيه». وأكد إبراهيم الذي غادر وأسرته المنطقة الشرقية في طريقهم إلى الرياض لملاقاة عبدالله، تواصله هاتفياً مع أخيه، والاطمئنان عليه. وأوضح أن شقيقه تخصص قبل اختطافه في إصدار تأشيرات الحج والعمرة والزيارات للعائلات، وتأشيرات الزواج، إضافة إلى تأشيرات العمالة. وصرح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السعودية أمس، بأنه «نتيجة للجهود المكثفة التي بذلتها رئاسة الاستخبارات العامة، فقد وصل إلى أرض الوطن بسلامة الله القنصل السعودي في عدن عبدالله محمد خليفة الخالدي، الذي سبق أن اختطف من أمام منزله بحي المنصورة في عدن، وهو في طريقه إلى مكتبه صباح الأربعاء 5-5-1433 (28 آذار (مارس) 2012)، ليتم تسليمه بعد ذلك في صفقة مشبوهة إلى عناصر الفئة الضالة، التي احتجزته قسراً في مخالفة صارخة للمبادئ والأخلاق الإسلامية والعربية، فضلاً عن أحكام العهود والمواثيق الإنسانية التي تحكم وتصون حقوقه كديبلوماسي، ينحصر عمله في تيسير أمور مواطني الدولة المضيفة من الحصول على تأشيرات دخول المملكة للحج والعمرة والعمل وزيارة الأهل والأقارب وغيرها». وأوضحت وزارة الداخلية أن الخالدي «يخضع للفحوص الطبية، ويجمع شمله بأسرته»، مؤكدة أن «الدولة لن تألو جهداً في المحافظة على مواطنيها، والحرص على سلامتهم أينما كانوا».