طوت عائلة القنصل السعودي في عدن عبدالله الخالدي أمس، آخر فصول معاناتها، بعد تحريره من أيدي خاطفيه في عملية وصفت ب «النوعية». وأعاد نبأ تحرير الخالدي الأمل إلى أسرته بعدما طرق الإحباط بابهم، خصوصاً بعد محاولة تنظيم «القاعدة» الإرهابي استخدامه «ورقة ضغط» من خلال التسجيلات التي بثها في أوقات متفاوتة، ليبقى الديبلوماسي السعودي «رهينة» بيد التنظيم مدة 1069 يوماً. وأعلنت وزارة الداخلية أمس أن ولي ولي العهد نائب مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، كان في استقبال الخالدي لدى وصوله إلى الرياض. وقال مصدر في الوزارة إن تحرير الخالدي تم نتيجة الجهود المكثفة التي بذلتها رئاسة الاستخبارات العامة. ورنّ الهاتف ظهر أمس في منزل محمد خليفة الخالدي، وطلب المتصل أن يتحدث مع «أبي عبدالله»، وحين أجاب الأب، فاجأه المتصل بهويته: «أنا محمد بن نايف». ثم زفّ له البشرى: «عبدالله بخير وهو عندنا، والحمد لله على سلامته». ولم يتمالك الأب نفسه وهو يسمع هذه الكلمات من ولي ولي العهد، واختلطت الدموع بشهقات الفرح. وقال إبراهيم الخالدي شقيق عبدالله ل «الحياة» أمس: «اطمأننّا على شقيقي بعد تحريره، وهذا أسعد خبر لنا ولمحبيه». وأكد إبراهيم الذي غادر وأسرته المنطقة الشرقية في طريقهم إلى الرياض لملاقاة عبدالله، تواصله هاتفياً مع أخيه، والاطمئنان عليه. وأوضح أن شقيقه تخصص قبل اختطافه بإصدار تأشيرات الحج والعمرة والزيارات للعائلات، وتأشيرات الزواج، إضافة إلى تأشيرات العمالة. وصرح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السعودية أمس، أنه «نتيجة الجهود المكثفة التي بذلتها رئاسة الاستخبارات العامة، فقد وصل إلى أرض الوطن بسلامة الله القنصل السعودي في عدن عبدالله محمد خليفة الخالدي، الذي سبق أن اختطف من أمام منزله بحي المنصورة في عدن، وهو في طريقه إلى مكتبه صباح الأربعاء 5-5-1433 (28 آذار/ مارس 2012)، ليتم تسليمه بعد ذلك في صفقة مشبوهة إلى عناصر الفئة الضالة، التي احتجزته قسراً في مخالفة صارخة للمبادئ والأخلاق الإسلامية والعربية، فضلاً عن أحكام العهود والمواثيق الإنسانية التي تحكم وتصون حقوقه كديبلوماسي ينحصر عمله في تيسير أمور مواطني الدولة المضيفة، من الحصول على تأشيرات دخول المملكة للحج والعمرة والعمل وزيارة الأهل والأقارب وغيرها». وأوضحت وزارة الداخلية أن الخالدي «يخضع للفحوص الطبية، ويجمع شمله بأسرته»، مؤكدة أن «الدولة لن تألو جهداً في المحافظة على مواطنيها، والحرص على سلامتهم أينما كانوا».