طوت عائلة القنصل السعودي في عدن عبدالله الخالدي أمس، آخر فصول قصة معاناتها، بعد الإعلان عن تحرير ابنها من أيادي خاطفيه، في عملية وصفت ب«النوعية». وأعاد نبأ تحرير الخالدي الأمل إلى أسرته، بعدما طرق الإحباط بابهم ذات مرة، خصوصاً بعد محاولة تنظيم «القاعدة» الإرهابي استخدامه ك«ورقة ضغط» من خلال التسجيلات التي بثها في أوقات متفاوتة، ليبقى عبدالله «رهينة» بيد التنظيم طوال 1069 يوماً. ظُهْرَ أمس، رنّ الهاتف في منزل محمد خليفة الخالدي، طلب المتصل أن يتحدث مع «أبي عبدالله»، وحين قال الأب: نعم، فاجأه المتصل بهويته: «أنا محمد بن نايف». ثم زفّ له البشرى: «عبدالله بخير وهو عندنا، والحمد لله على سلامته»، لم يتمالك الأب نفسه، وهو يسمع هذه الكلمات من ولي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، اختلطت الدموع بشهقات الفرح، ولم يستطع إلا أن يشكره ويدعو له ولقادة البلاد بالسلامة وطول العمر. وفي الوقت الذي أكد فيها والد عبدالله في وقت سابق، ثقته في الجهود التي تُبذل لتحرير ابنه، إضافة إلى سمعة ابنه «الطيبة» بين السعوديين في اليمن أو حتى اليمنيين، تحققت أمنيته بعد سماعه صوت ابنه من خلال الهاتف المحمول، عائداً لتطمئن بعد ذلك والدته وزوجته، إضافة إلى أخيه. وقال إبراهيم الخالدي شقيق عبدالله ل«الحياة» أمس: «اطمأننا على شقيقي بعد تحريره، وهذا أسعد خبر لنا ولمحبيه». وأكد إبراهيم الذي غادر وأسرته المنطقة الشرقية في طريقهم إلى الرياض لملاقاة عبدالله، تواصله هاتفياً مع أخيه، والاطمئنان عليه. وأوضح أن شقيقه تخصص قبل اختطافه في إصدار تأشيرات الحج والعمرة والزيارات للعائلات، وتأشيرات الزواج، إضافة إلى تأشيرات العمالة. وحظي الخالدي الذي كان يؤدي عمله في القنصلية السعودية في عدن، قبل اختطافه بسمعة «حسنة» بين اليمنيين أنفسهم، إذ قال محمد البحيري (يمني الجنسية) ل«الحياة»: «أنا استفدت من القنصلية في عدن وكثيرون غيري، وتحديداً من الأخ عبدالله الخالدي، الذي قدم لنا خدمات وتسهيلات عدة، خصوصاً في تأشيرات الحج العمرة وكذلك الزيارات العائلية». وانخرط الخالدي في السلكِ الديبلوماسي بدءاً من الفيليبين، التي عمل فيها فترة بسيطة، لينتقل بعد ذلك إلى اليمن، للعملِ في مقرِ القنصليةِ السعوديةِ في عدن مدة ثلاثة أعوام، وكان وضعه فيها «طبيعياً»، حتى تم اختطافه أواخر آذار (مارس) من 2012، ليتحرر في مطلع الشهر ذاته، ولكن بعد ثلاثة أعوام.