واصلت المباراة الحاسمة بين مصر والجزائر التي تجرى اليوم والتي ستؤهل فريق احداهما إلى «مونديال 2010»، احتلال صدارة الاهتمام العربي، ولم يحل انتقال أرض «المعركة» من القاهرة إلى الخرطوم دون استمرار المشاحنات بين وسائل إعلام البلدين وجماهيرهما، على رغم مساعي المسؤولين في القاهرةوالجزائر لتهدئة النفوس. وسادت حال من الاستنفار العام في الأجهزة الرسمية الأمنية والرياضية في السودان، وأعلن مسؤول رياضي في الخرطوم حال «الطوارئ القصوى» لاستقبال المباراة، إذ قال أمين صندوق الاتحاد السوداني لكرة القدم الرئيس المناوب للجنة العليا المشرفة على المباراة صلاح سعيد في بيان صحافي تلقت «الحياة» نسخة منه: «هناك حال طوارئ قصوى لاستقبال مباراة المنتخبين الشقيقين، والتذاكر ستوزّع مناصفة بين أنصار المنتخبين، إذ تقرر منح كل منتخب تسعة آلاف تذكرة موزعة بين المقاعد الشعبية والرئيسية بنسب متساوية». وأوضح البيان تشكيل لجنة للطوارئ مقرها مطار الخرطوم، والاتفاق مع الجهات المختلفة على منح جميع القادمين من مصر والجزائر تأشيرات دخول للخرطوم في المطار لتسهيل إجراءات الدخول لمشاهدة المباراة. وشهدت طرق الخرطوم وأحياؤها أمس انتشاراً واسعاً لمشجعي مصر والجزائر يرفعون اعلام بلديهما ما أدى الى اقفال بعضها وتدخل شرطة المرور، وسط توتر كبير ادى الى اشتباكات بين الطرفين في مواقع تجارية ومطاعم. ونشرت دوريات أمنية امام مواقع تجمعات المشجعين ومقار سكنهم في الفنادق والشقق وسط الأحياء في مدن أم درمانوالخرطوم والخرطوم بحري التي تشكل العاصمة السودانية. وكشف مسؤول حكومي ل «الحياة» أن السلطات رصدت شراء مشجعين مطاوي وسكاكين من السوقين المركزي في جنوبالخرطوم والأفرنجي في وسطه، مما رفع اسعارها بنسبة تتجاوز 100 في المئة، معربا عن قلقه من ان يتحول استاد المريخ الى ارض للثأر بين مشجعي الطرفين. وإزاء الأوضاع المتوترة بين مشجعي الفريقين قال والي الخرطوم عبدالرحمن الخضر: «وضعنا قواتنا الأمنية في أعلى درجات الاستعداد، و15 ألف شرطي سيكونون على أهبة الاستعداد للتدخل في حال وقوع أي أحداث قبل المباراة أو أثناءها أو بعدها». واتخذت الفنادق السودانية إجراءات احترازية للفصل بين جمهوري الفريقين، إذ تم تخصيص بعضها بالكامل لجنسية محددة. وعلى غرار ما حدث في القاهرة لحافلة المنتخب الجزائري من رشق بالحجارة، تكررت الحادثة امس، ولكن هذه المرة مع حافلة المنتخب المصري التي تحطم زجاجها، ما استدعى رفع رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر احتجاجاً عاجلاً إلى «الفيفا» رداً على الموقف المماثل للجزائر في مصر. وزارتا الخارجية في البلدين كانتا حاضرتين في المباراة الأولى السبت الماضي وفي الثانية التي تقام اليوم، إذ استدعت الجزائر السفير المصري في وقت سابق من الأسبوع الماضي لضمان سلامة البعثة الجزائرية، لتقوم مصر أمس باستدعاء السفير الجزائري في القاهرة بعد مهاجمة جموع فرعاً لشركة «أوراسكوم تيليكوم» المصرية في العاصمة الجزائرية، ملحقة بها خسائر مادية تقدر بخمسة ملايين دولار، بحسب ما ذكرت وكالة «فرانس برس». وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إنه تلقى تأكيدات من نظيره الجزائري مراد مدلسي بأن السلطات الجزائرية اتخذت الإجراءات كافة التي تؤمن المصريين الموجودين في الجزائر. وأشار إلى «أن مدلسي أكد خلال اتصال هاتفي أن السلطات الجزائرية سوف تسعى وبقوة إلى تأمين المصريين هناك»، لافتاًً إلى أنه أكد لنظيره الجزائري «وجوب التصدي لهذه الجماعات المخربة التي تهاجم الأماكن التي يعمل بها المصريون في الجزائر، لأنه يمثل تهديداً شديداً لأوضاعهم ويفرض عليهم السعي للخروج من الجزائر وهو ما ليس في مصلحة الشعبين»، مشدداً على أنه «لا نية على الإطلاق لدى الحكومة المصرية لتشجيع هذا الاتجاه». واتهم أبو الغيط «جهات أجنبية» قال إنها «تسعى الى تعميق الخلاف»، وقال: «نعتقد أن هناك إعلاماً خارجياً كان يسعى إلى العيش على هذا التوتر بين مصر والجزائر». وانتقل التصعيد في الجزائر إلى حد تكسير مقار شركة مصرية بعد سريان إشاعات عن وفاة مشجعين جزائريين في القاهرة، خصوصاً في ظل نشر الصحف الجزائرية صور قتلى قال مسؤولون مصريون انها «مفبركة»، في حين نفاها السفير الجزائري لدى مصر عبدالقادر حجار.