راسلتني الأخت بثينة القرقوش عن طريق الموقع الإلكتروني للزميل الكاتب نبيل المعجل قائلة: «أتمنى منك ومن يستطيع إيصال صوته إلى المؤسسات المختصة والشؤون الاجتماعية أن يطالبهم بإعادة النظر في موضوع قطع الإمدادات المالية عند سن معينة، إلا بعد التأكد من توفير مصدر دخل لهذا الانسان عن طريق إكمال تعليمه أو توفير العمل له «تكون لهم وضعية خاصة في الوظائف والمعاهد والكليات». وأردفت قائلة في رسالتها: «تخيل أن هذا الولد اليتيم منذ كان صغيراً يُصرف له راتب، وإذا وصل الى عمر 18 عاماً، على ما أعتقد أو اكثر، لا أدري، تقطع عنه هذه المعونة، بحجّة أنه كَبُر! طيب وبعدين؟! فهذا التضييق يعتبر أسهل طريق الى الانحراف! ووالله إنها صدمة له في الوقت الذي تزيد فيه مصاريفه. لا أعرف لو كنت أنا مكانه ماذا سيحدث لي؟! فجأة، بعدما يصدرون لي بطاقة هوية وطنية، يتم قطع الامدادات عنّي؟! طيّب اقطعوها، ولكن أين البديل؟! هذا مراهق لا معيل له! كيف يُترك هكذا من المؤسسات التي وجدت لخدمته أصلاً! وأنا متأكدة أن هناك الكثير من أمثاله! ولا بد أن تقوم وزارة الشؤون الاجتماعية بإعادة النظر في هذا القرار... إلخ!»، انتهت رسالة الأخت القارئة. بصراحة، هذه واحدة من عشرات الرسائل التي تصلني عن هذا الموضوع، وأنا متأكد أن العشرات من الزملاء الكتّاب، طرحوا هذا الموضوع وأشباهه من مواضيع في أعمدتهم اليومية والأسبوعية، ولم يتم تسجيل أي تقدم جذري حتّى الآن في هذا الأمر. أنا هنا أعرف مدى عمق المسألة، وحجمها الكارثي، الذي إن أنكره أي شخص، لا يلبث أن يعتذر عن إنكاره من أول زيارة له لحالة أو حالتين من عشرات آلاف الحالات البائسة في مجتمعنا الموصوم بفحش الثراء عن بكرة أبيه، ولذلك، لا أريد أن أحمل وزير الشؤون الاجتماعية أكثر من طاقته، وأتقمص هنا دور «فيلسوف زماني»! لسبب بسيط، هو أن «الذي لا يلعب، يقول الميدان واسع!» مع أني بصراحة لا أعرف مدى طاقة الوزير أصلاً! ولكن السؤال الذي دائماً ما يتكرر في ذهني، منذ أن كان مستحقو المساعدات يسمّون مساعداتهم التي يستلمونها من الوزارة «الشونه»، هو: عندما يرحل وزير ويأتي آخر، ألا يجد الوزير الجديد شيئاً بناه له الوزير القديم، ليبني هو أيضاً عليه، ويبدأ من حيث توقف سابقه؟! أم أن سابقه مكث كل هذه السنوات ولم يفعل شيئاً؟! إذاً كيف نضمن الآن من الوزير الجديد أن يفعل شيئاً هو الآخر؟! اليتامي والأرامل والمطلقات الذين لا معيل لهم، يزيدون يوماً بعد يوم، وإن لم يكن هناك تحرك عاجل وجذري ويومي لمعالجة احتياجاتهم، فالله يعين هؤلاء المحتاجين على حاجتهم للناس وتذللهم للسؤال، والله يعين وزارة الداخلية على زيادة نسبة الجريمة، ووزارة الصحة على زيادة نسبة الأمراض النفسية، ووزارة التجارة على شكاوى الشيكات بدون رصيد، والله يعينكم عليّ.