يزور وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الثلثاء والأربعاء المقبلين إسرائيل والأراضي الفلسطينية للقاء مسؤولين من الجانبين وبعض ممثلي المجتمع المدني. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن كوشنير لن يتوجه إلى قطاع غزة. وكان كوشنير أرجأ زيارة للمنطقة كانت مقررة نهاية الشهر الماضي بعدما رفضت السلطات الإسرائيلية الموافقة على توجهه إلى غزة لتفقد «مستشفى القدس» الذي دمر خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع. ورأى فاليرو أن «المهم ليس زيارة كوشنير للمستشفى، بل توفير الإمكانات المادية لإعادة تأهيله»، مشيراً إلى أن الوزير الفرنسي سيوقع مع الهلال الأحمر الفلسطيني اتفاقاً لإعادة تأهيل هذا المستشفى. ولفت إلى أن كوشنير سيوقع أيضاً مع وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي وثيقة تشكل إطاراً لشراكة مدتها ثلاث سنوات، تشمل الخطوط العريضة للتعاون الفرنسي مع السلطة الفلسطينية، كما سيلتقي خلال زيارته ممثلين عن المقدسيين. وسيعقد الوزير الفرنسي محادثات مع الرئيس شمعون بيريز ورئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزيري الدفاع إيهود باراك والخارجية أفيغدور ليبرمان، إضافة إلى وزيرة الخارجية السابقة زعيمة المعارضة تسيبي ليفني، فيما سيلتقي في رام الله الرئيس محمود عباس ورئيس الحكومة سلام فياض والمالكي. وعن قرار إرجاء الانتخابات الفلسطينية، قال فاليرو إن فرنسا تؤيد إجراءها في كل الأراضي الفلسطينية، أي الضفة الغربيةوغزةوالقدسالشرقية، لكنها تحترم قرار لجنة الانتخابات الفلسطينية نظراً إلى تعذر إجرائها في القطاع. وأكد تمسك فرنسا بدعم المصالحة الفلسطينية، معرباً عن استعدادها للعمل مع «حكومة إجماع وطني ملتزمة العمل من أجل السلام». وتأتي زيارة كوشنير بعد سلسلة من الاتصالات واللقاءات التي أجرتها باريس مع عدد من دول المنطقة لطرح أفكار لدفع عملية السلام. وقال مصدر فرنسي مطلع إن بلاده «ترى أن المرحلة الحالية تتطلب تسريع الاتصالات»، مضيفاً أن «تعقيدات الظرف الحالي تجعل العمل بلا هوادة والتحدث إلى الجميع وتوجيه الرسائل نفسها إلى الأطراف المختلفة أمراً ملحاً وضرورياً». غير أنه لفت إلى أن «التعقيدات القائمة لا تلغي وجود عناصر إيجابية، منها تشكيل حكومة لبنانية جديدة بعد طول انتظار ومنها أيضاً حسن سير العلاقات الفرنسية - السورية وتبادل الزيارات بين دمشق والرياض، ما تعتبره فرنسا أمراً مهماً جداً». ورأى أنه «ينبغي التوقف عند قرار الرئيس الفلسطيني عدم الترشح»، مشيراً إلى أن «الرئيس نيكولا ساركوزي اتصل به لحضه على العدول عن هذا القرار والإبقاء على التزامه بالعمل من أجل السلام». وأكد أن «فرنسا تبقى على اتصال وثيق بالإدارة الأميركية، وتتحرك انطلاقاً من قناعتها بضرورة الانخراط والتذكير بالمؤتمر الدولي للسلام الذي اقترحته ولا يزال على الطاولة». وأوضح أن «مجموعة اللقاءات التي جرت وتجري في باريس وزيارة كوشنير للمنطقة، تنبع من رغبة فرنسية بتحريك الأمور لإعادة إطلاق عملية السلام». وأقر بأن «هذا يمثل طموحاً كبيراً، لكنه الحل الوحيد، والرسائل الفرنسية المختلفة الموجهة إلى الاطراف تذهب في هذا الاتجاه، بهدف إعادة إطلاق السلام على المسارات الثلاثة، وإقناع الجميع بضرورة كسر الجمود». وتابع: «من غير الواضح ما سيترتب على ذلك، لكن المهم هو تكرار رسالة مفادها ضرورة التحرك لأن المشاكل معروفة منذ سنوات... أطلقنا فكرة المؤتمر الدولي ونترقب ردود الفعل عليها لمعرفة ما إذا كانت تساعد السلام».