لا تقتصر محتويات الحقائب المدرسية الخاصة بالطالبات، على الكتب والدفاتر والأقلام فقط، فبعضهن يحرصن على حمل مشط ومرآة، وربما زجاجة عطر، ضمن سعيهن إلى المحافظة على زينتهن. ويتفاوت قبول المعلمات والكادر الإداري في المدرسة لهذا الأمر، ففيما يرحب به البعض، يرفضه البعض الآخر، وربما يصل الأمر إلى إنزال العقوبة على الطالبة، باعتبارها «مُخالفة». وتقول سميرة علي، وهي معلمة في المرحلة الثانوية: «إن حملات التفتيش التي تقوم بها المدارس على حقائب الطالبات، تكون مفاجئة، ولا تستهدف العثور على أدوات الزينة، إذ قد نرصد ما هو أكبر من القصص والروايات والمجلات، والموبايل أيضاً، وجميع هذه الأشياء تتم مصادرتها من الطالبات. وان تكرر الأمر، يكتب تعهد على الطالبة»، مستدركة ان بعض المعلمات «يقمن بمصادرة المشط والمرآة وزجاجة العطر، فيما بعض المعلمات لا يؤيدن ذلك، ويرين أن من حق الطالب ان تحافظ على مظهرها حتى في داخل المدرسة». وتذكر المعلمة منى عبد العزيز، ان إدارات المدارس «تحث الطالبات على المحافظة على أشكالهن ورائحتهن، وبخاصة مع ارتفاع درجة الحرارة. ولكن هناك تصرفات من جانب بعض الطالبات، تجعل الكادر الإداري والتعليمي في المدرسة يمنع إحضار أدوات الزينة البسيطة، فالبعض يخرج المشط والمرآة أثناء الدرس، وكأنهن يستهترن بالمعلمة». وتنقل الطالبة غدير محمد (المرحلة الثانوية)، ان حملات التفتيش في المدرسة «مستمرة ومفاجئة، وهناك طالبات يحضرن أشياء تُصنف كمخالفات صريحة، إلا أن بعض المعلمات يصادرن كل ما تحتويه حقيبة الطالبة، باستثناء ما يتعلق بالدراسة، مثل المشط والمرآة وزجاجة العطر، ولا يحق للطالبة المطالبة بها، إضافة إلى توبيخها أمام الطالبات، وكأنها ارتكبت جرماً عظيماً». وتشكو زميلتها أحلام خالد، من أن «أصابع الاتهام توجه إلى الطالبات من جانب المعلمات، على أنهن مخالفات إلى الأنظمة المدرسية. كما يتم أخذ تعهد على الطالبة إن كررت إحضار مرآتها ومشطها والعطر الخاص بها. ودائماً نسمع من المعلمات عبارات من قبيل «حافظن على النظافة والترتيب»، أو يشكون من الرائحة الكريهة في الفصول، وهذا يتناقض مع مصادرة أدوات الزينة من حقيبة الطالبة»، مستدركة ان «البعض يتغاضى، والبعض الآخر يصادر، ويأمر الطالبة بالتوجه إلى إدارة المدرسة». بدورها، أكدت رئيسة مكتب الإشراف التربوي في محافظة القطيف سعاد الصبحي، على أنه لا توجد تعاميم من وزارة التربية والتعليم تمنع الطالبة من إحضار المشط والمرآة وزجاجة العطر. وقالت: «ليس من حق المعلمة أن تعاقب الطالبة، إلا إذا رأتها تستخدم تلك الأدوات أثناء الدرس، ولا يحق لإدارة المدرسة مصادرة أغراض الطالبة. وعلى العكس؛ نريد من الطالبات أن يظهرن بأحسن شكل». وتعتبر الصبحي إحضار هذه الأدوات إلى المدرسة «سلاحاً ذا حدين، فمن الجميل أن نرى الطالبات يبدين اهتماماً بأنفسهن، فتدخل المعلمة إلى الفصل وتقابلها رائحة جميلة، وطالبات مرتبات، غير أن الاستخدام السيئ لأدوات الزينة من جانب بعض الطالبات يدفع إدارة المدرسة إلى الحزم، ولكن إن التزمت الطالبة بالأدب واحترام المعلمة، واستخدمت أدواتها خارج الفصل، وفي الوقت الذي لا تقف فيه المعلمة للشرح، فليس عليها حرج».