جدد الرئيس العراقي جلال طالباني دعمه لرئيس الوزراء نوري المالكي في «مواقفه الجريئة في الدفاع عن العراق وسيادته ضد الارهابيين والطامعين في انهاء مسيرته الديموقراطية» في وقت تراجع وزير الخارجية هوشيار زيباري عن اتهاماته السابقة لسورية بالتورط في التفجيرات العنيفة التي هزت بغداد اخيراً. ورجح مقربون من المالكي عودة المبعوث الدولي مرة أخرى لزيارة العراق قبل ان يقدم تقريره النهائي الى الاممالمتحدة. وأوضح بيان لرئاسة الجمهورية «ان طالباني التقى المالكي في مقر اقامته في بغداد أمس وبحث معه في مجمل القضايا على الساحة العراقية والسبل الكفيلة بمعالجة التحديات التي تعترض المسيرة السياسية»، مشيراً الى انه «تم التأكيد على ضرورة إيجاد الآليات الضرورية لتهيئة الأجواء المناسبة للانتخابات المقبلة». وقال طالباني في مؤتمر صحافي مشترك مع المالكي بعد اللقاء «نؤكد دعمنا المطلق لجهود رئيس الوزراء في الدفاع عن العراق وسيادته». وِأضاف «أبديت للمالكي تأييدي المطلق لمواقفه الجريئة في الدفاع عن العراق وسيادته في التصدي للإرهاب والطامعين في إنهاء هذه المسيرة الديموقراطية المتقدمة الى الأمام». وتابع طالباني «بحثنا في زيارتي المرتقبة الى فرنسا، التي تطابقت الآراء في شأنها، والعلاقات الثنائية بين الإتحاد الوطني الكردستاني وحزب الدعوة وكانت الآراء متطابقة». وأكد المالكي ان «هذا اللقاء هو استمرار لمبدأ التشاور الدائم مع رئيس الجمهورية لتسيير أمور البلد بالاتجاه الذي يخدم المصلحة الوطنية العليا»، مستطرداً «تناولنا كل القضايا التي تهمنا في الساحة السياسية، أجواء الانتخابات، المستقبل ومعالجة التحديات التي تعترض الطريق والعلاقات الثنائية والعلاقات المستقبلية، وبحثنا قضية سفر الرئيس الى فرنسا وتشاورنا في الأوراق والملفات التي سيبحثها». ورجح مراقبون للشأن العراقي ان يطلب طالباني خلال زيارته الى باريس الاثنين المقبل من الحكومة الفرنسية ان تدعم الطلب العراقي بتشكيل لجنة تحقيق دولية بأحداث العنف، لا سيما انه طالب الاممالمتحدة خلال اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك بالتحقيق في جميع الاعتداءات الارهابية التي نفذت بين العامين 2008 و2009». وأعلن زيباري ان «العراق سلم أدلة الى المبعوث الدولي تؤكد ان مدبري تفجيرات الشهر الماضي هم «البعثيون» انفسهم الذين دبروا تفجيرات آب الماضي، لكنه رفض اتهام سورية بالوقوف وراء التفجيرات» في تراجع عن موقفه السابق. وكان زيباري اتهم دمشق مباشرة ب «التورط في التفجيرات» خلال لقاء مع التلفزيون البريطاني أواخر الشهر الماضي. وقال زيباري في مؤتمر صحافي امس ان «العراق لا يريد اتهام أية دولة ولا يريد ان يسيس القضية بقدر ما يريد التوصل الى الحقائق». وأضاف ان «اوسكار فرنانديز مبعوث الاممالمتحدة الخاص بتقويم الاوضاع والتدخلات لم يأت للتحقيق في الاحداث الدامية التي تعرضت لها المؤسسات الحكومية العراقية انما للتشاور والتداول والاستماع الى وجهات نظر المسؤولين العراقيين ليتم بعد ذلك اتخاذ الخطوة الثانية»، موضحاً ان «لجنة مؤلفة من وزراء العدل والخارجية والدفاع والمخابرات والداخلية ومجلس القضاء الاعلى، اجتمعت مع مبعوث الاممالمتحدة لاطلاعه على المعلومات والدلائل التي تشير الى تورط الجماعات نفسها التي شاركت في تفجيرات 19 آب (أغسطس)، في تفجيرات 25 تشرين الاول (أكتوبر)». وشدد زيباري على ان «هناك ارتباطاً وثيقاً بين حزب البعث العلماني مع تنظيم القاعدة في تنفيذ الهجمات واستخدمت الاساليب نفسها فيها، وهذا ما اكدناه لمبعوث الاممالمتحدة». وكان فرنانديز زار العراق والتقى المالكي والوزراء والمسؤولين الامنيين، مطلع الشهر الجاري. وأكد مقربون من المالكي ان «الحكومة العراقية أطلعت المبعوث الاممي على أدلة دامغة حول تورط البعثيين والارهابيين الموجودين في سورية في تدبير التفجيرات». وتتهم الحكومة العراقية قياديين سابقين في حزب البعث المحظور هما محمد يونس الاحمد وسطام الفرحان، تقول انهما متواجدان في سورية، بتدبير تفجيرات آب (أغسطس) الماضي التي أستهدفت وزارتي الخارجية والمالية. وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية والنائب عن ائتلاف دولة القانون التي يتزعمها المالكي سامي العسكري ل «الحياة» ان «الأدلة التي قدمت الى المبعوث الدولي عبارة عن اعترافات لبعثيين وارهابيين تم القاء القبض عليهم وصور لمجموعات مسلحة تعبر الحدود العراقية من سورية»، رافضاً أتهام الحكومة السورية بل «مجموعات بعثية وارهابية تتخذ من الاراضي السورية منطلقاً لعملياتها الارهابية». وأضاف ان «الادلة دامغة ومقنعة ونأمل ان يكون تقرير المبعوث الدولي في مصلحة تشكيل لجنة تحقيق». الى ذلك كشف عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية والنائب عن ائتلاف دولة القانون ايضاً عباس البياتي ل «الحياة» ان «فرنانديز سيزور العراق ثانية قريباً قبل تقديم تقريره النهائي الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون». وأشار الى ان «المعلومات والادلة التي سلمت الى المبعوث الدولي تخص تفجيري الاربعاء والاحد ولم تسلم له اي ادلة عن التفجيرات واعمال العنف الاخرى». ونفى البياتي ان «تكون لفرنانديز زيارات الى سورية او اي من دول المنطقة»، لافتاً الى ان «مهمته تنحصر بالاستماع الى المسؤولين العراقيين وتقويم الادلة وتقديم رأيه حول طلب الحكومة العراقية تشكيل محكمة دولية».