اعتبر الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى باريس (يومي الخميس والجمعة) تندرج في إطار «الدينامية البناءة للعلاقات الفرنسية - السورية الجديدة». وذكر أن المواضيع الإقليمية الرئيسة ستكون في صلب المحادثات التي يجريها الأسد مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ويتبعها غداء عمل. وأضاف أن تعميق العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والثقافية سيثار أيضاً بين الرئيسين، وكذلك اتفاقا الشراكة الأوروبية - السورية والصعوبات التي تعترض توقيعه. وبالنسبة إلى موضوع حقوق الإنسان والمعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، قال فاليرو: «ليست هناك مواضيع محظورة، فنحن نتحدث عن كل شيء، ولا حرج حيال هذه المواضيع لدى أي من الطرفين بل من الصحي تناولها، فهذا هاجس لدينا ولا نمنع نفسنا من التعبير عنه». وعن اقتراح عضو مجلس الشيوخ الفرنسي تيري ماريني وساطة فرنسية - تركية بين سورية وإسرائيل، قال فاليرو إن «كل ما يساهم في السلام مرحب به»، وفرنسا تتحدث مع الجميع وتفكر مع شركائها الأوروبيين في إعادة إحياء السلام، «فنحن معنيين بالقضية وكل المساهمات الممكنة موضع ترحيب من قبلنا». وتسبق زيارة الأسد لباريس زيارة قصيرة يقوم بها اليوم رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي لن يلتقي سوى الرئيس الفرنسي بحضور وزير الخارجية برنار كوشنير. وقال كوشنير أمس (أ ف ب، رويترز) إن هناك «خلافاً سياسياً حقيقياً» حول مسألة الاستيطان بين إسرائيل وفرنسا، مشدداً على ضرورة العمل لتفادي استقالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال لإذاعة فرنسا الدولية: «هناك خلاف سياسي حقيقي» بين نتانياهو وساركوزي. وأضاف: «ما زلنا على قناعتنا بأنه من الضروري جداً تجميد الاستيطان، أي عدم مواصلة الاستيطان فيما نجري محادثات... يجب أن نتناقش وأن نسعى إلى إعادة إطلاق العملية السياسية»، مشيراً الى انه سيزور قريباً الأراضي الفلسطينية وإسرائيل. ودعا عباس إلى عدم الاستقالة، قائلاً إن فرنسا تخشى أن اسرائيل لم تعد راغبة في التوصل إلى اتفاق سلام. وأوضح أنه لا يتوقع أي انفراجة سريعة باتجاه المفاوضات. وأضاف: «ما يؤلمني حقاً، وهذا يشعرنا بالصدمة، هو أنه كانت هناك من قبل حركة سلام كبيرة في إسرائيل. كان هناك يسار جعل صوته مسموعاً ورغبة حقيقية في السلام... يبدو لي، وآمل بأن اكون مخطئاً تماماً، أن هذه الرغبة تلاشت تماماً كما لو أن الناس لم يعودوا يؤمنون بالسلام». وفي سياق موازٍ، حض ساركوزي عباس أمس على العدول عن قراره بعدم الترشح. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة إن عباس تلقى أمس اتصالاً هاتفياً من ساركوزي «حضه خلاله على العدول عن قراره... وطرح الرئيس الفرنسي على السيد الرئيس بعض الأفكار وهي قيد الدرس». وأوضح أن عباس وضع ساركوزي في «صورة التعنت الإسرائيلي الذي أدى إلى تعثر عملية السلام، خصوصاً رفض إسرائيل وقف الاستيطان ورفضها وجود مرجعيات لعملية السلام من أجل استئناف المفاوضات». وعرض ساركوزي على عباس «افكاراً ينوي مناقشتها مع نتانياهو الذي يزور باريس في طريق عودته من واشنطن».