لم يحمل رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية السفير جان فرنسوا جيرو في زيارته الثانية للبنان، أي جديد يمكن أن يدفع في اتجاه تسريع انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وكل ما يهمه الحفاظ على الاستقرار العام وعدم تعريض البلد لانتكاسة ليتسنى للبنانيين عندما تسمح الظروف الإقليمية والدولية إنجاز الاستحقاق الرئاسي. ويؤكد معظم الذين التقوا جيرو أنه كان يعتبر في زيارته الأولى للبنان أن الانتخابات الرئاسية مدخل لتوفير الحلول للأزمة، بينما يحرص اليوم على القول أن هناك ضرورة للحفاظ على البلد وتحييده عن الأزمات في المنطقة ليكون في وسع البرلمان انتخاب الرئيس. ويلفت هؤلاء إلى أن زيارة جيرو لبنان تعكس اهتماماً فرنسياً به، لا سيما بالنسبة إلى ضرورة انتخاب الرئيس لأن هناك حاجة ماسة لوجوده على رأس السلطة الإجرائية بعدما تبين للمجتمع الدولي أن تعذر انتخابه زاد من الأعباء الداخلية في ظل وجود حكومة من «24 رئيساً» تسعى جاهدة لإدارة الأزمة الراهنة والنأي بالبلد عن العواصف التي لا تزال تهب على المنطقة. ونقل عدد من الذين التقوا جيرو عنه قوله أنه آن الأوان لإحداث صدمة في الداخل تهز مشاعر اللبنانيين وتحضهم على انتخاب الرئيس، على رغم أن بعضهم عبر أمامه عن خشيته من أن يكون هناك من يرغب في إحداث صدمة يريد منها جر لبنان إلى حرب مع إسرائيل لأغراض إقليمية. وكان جيرو واصل لليوم الثاني على التوالي لقاءاته مع الأقطاب اللبنانيين، والتقى رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون يرافقه السفير باتريس باولي الذي اولم لرئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط للقاء جيرو في منزله. وزار جيرو ضاحية بيروت الجنوبية والتقى مسؤول العلاقات الدولية في «حزب الله» عمار الموسوي. وتركز البحث وفق بيان صادر عن إعلام «حزب الله» على «مناقشة الأوضاع في لبنان والمنطقة، وملف رئاسة الجمهورية والمساعي التي يبذلها المسؤول الفرنسي على هذا الصعيد، سواء في جولاته على بعض العواصم الإقليمية أم خلال محادثاته التي أجراها مع المسؤولين». وكان الموسوي زار سفيرة إسبانيا لدى لبنان ميلاغروس إيشيفاريا مقدماً التعزية بمقتل الجندي في القوة الإسبانية فرنسيسكو خافيير توليدو خلال القصف الإسرائيلي على منطقة العباسية رداً على عملية «حزب الله» في مزارع شبعا. وحمّل الموسوي «إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التصعيد الذي شهدته المنطقة خلال الأسابيع الماضية». وزار جيرو رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة يرافقه باولي، في حضور النواب: عاطف مجدلاني، زياد القادري، خضر حبيب وباسم الشاب، وتركز البحث، بحسب مكتب السنيورة الاعلامي على الوضع اللبناني والاستحقاق الرئاسي والتطورات في المنطقة. والتقى جيرو رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس امين الجميل.