تقف «الإكرامية» حاجزاً أمام سكان منازل جديدة، رفضوا منحها لعمال شفط مياه الصرف الصحي، أمام انتهاء أزمة الروائح الكريهة، وتجمع الحشرات أمام منازلهم بسبب طفح تلك المياه، رافضين «مبدأ الابتزاز» الذي يمارسه عمال سحب تلك المياه. ويقول حسين جواد العبدالله (أحد أصحاب المنازل المتضررة): «كنت سابقاً أنا وجيراني ندفع مبلغ 20 ريالاً لهؤلاء العمال، ليستجيبوا لاتصالاتنا من أجل شفط المياه، لكن قررنا أن لا نقع فريسة لطمعهم، على رغم أن المبلغ قليل جداً». ويقول: «تبقى حفرة مياه المجاري طافحة لقرابة الشهر، على رغم من أن جيراني في الشارع الآخر، ينعمون بزيارات متكررة لسيارات الشفط، ولا يفصل بين منزلنا وتلك المنازل سوى شارع أو شارعين، ما يجعلني أطالب مع جيراني المتضررين بمعالجة سريعة لهذا الوضع غير الإنساني إن صح تسميته بهذا الاسم». ويسكن العبدالله في بلدة المنيزلة الجديدة في مخطط «ه»، وهو أحد المخططات الحديثة في القرى الشرقية، التي تضم منازل مبنية على الطراز العمراني الحديث، إلا أن المأساة التي تحيط بهذه المنازل، من جراء طفح مياه الصرف الصحي، تجعلها من المناطق التي تحيط بها الأمراض من كل الجهات. ويشير العبدالله إلى أن «أزمة الابتزاز هذه، التي حذرت منها المديرية العامة للمياه، وأكدت على ضرورة محاربتها والإبلاغ عن العمالة التي تمارسها، السبب الرئيس من وراء تفاقم أزمة الصرف الصحي في المنطقة، وبخاصة أن سكان المنازل أنفسهم هم من شجعوا على هذا الانتهاك الواضح في العمل». وحاولت «الحياة» أخذ إجابة من عمال سحب المياه، إلا أن العاملين أغلقوا نوافذ السيارة التي كانوا يستقلونها، غير مبالين بنداءات الأهالي في صورة من صور اللا مبالاة. ويقول محمد حسن (أحد الجيران): «لن يعيرونا أي انتباه، إلا إذا أكرمناهم ب50 ريالاً شهرياً، مثلما يفعل البعض، وهذا انتهاك قانوني، وأنا أقترح على المديرية إن كانت جادة في خطواتها لماذا لا تتابع وبصورة خفية تحركات عمالها وسترى كيف يستلمون تلك المبالغ». ويؤكد على «أن المديرية والقطاعات الأخرى، لا يمكن أن تحقق أي تقدم ما لم تكن هناك وقفة جادة من المواطنين، فلا تساهل في القوانين والأنظمة»، مضيفاً «لو تم الإبلاغ عن هذه العمالة التي تستغل حاجتنا لهواء نقي وأرض جافة وغير موبوءة بالجراثيم والحشرات، لارتدع الكثيرون منهم، ولخافوا الخوض في تجربة طلب المال، مقابل تأدية عملهم المعتاد، والخوف من أن يستغل الآخرون هذه الفرصة، فنجد عمال النظافة يطلبون وعمال الحفر وتمديد الأسلاك وغيرهم، والسبب جهلنا بالأنظمة والقوانين مثل جهلهم تماماً».