اتجهت الأنظار مجدداً نحو جنوب لبنان، مع إطلاق صاروخ مجهول المصدر في اتجاه شمال إسرائيل ليل أول من أمس، ورد إسرائيل بقصف المنطقة التي انطلق منها الصاروخ. وتواصلت المخاوف من توترات أمنية مع إعلان الجيش اللبناني في بيان صادر عن مديرية التوجيه أنه عثر فجر أمس على «أربعة صواريخ عيار 107 ملم، معدة للإطلاق في حديقة منزل قيد الإنشاء في خراج بلدة حولا، وقام الخبير العسكري بتفكيكها، وبوشر التحقيق في الموضوع بالتعاون مع وحدات القوات الدولية الموقتة في لبنان». فعند السابعة إلا خمس دقائق مساء أول من أمس، انطلق صاروخ من منطقة وادي الجمل في خراج بلدة حولا المجاورة لميس الجبل، وسقط في مستعمرة كريات شمونة الإسرائيلية. وأفاد بيان صادر عن مديرية التوجيه في الجيش أن «العدو الإسرائيلي قام بعدها بالاعتداء على لبنان، برمي تسع قذائف مدفعية عيار 155 ملم، سقطت في محيط المنطقة المذكورة، واحدة منها لم تنفجر، من دون وقوع إصابات في الأرواح». وأضاف البيان أن «ذلك تزامن مع تحليق كثيف لطيران العدو المروحي ومن دون طيار على امتداد الحدود بين بلدتي ميس الجبل وحولا وصولاً الى تلة العباد، وتولت قيادة القوات الدولية اتصالات أدت الى توقف القصف المدفعي، كما عززت قوى الجيش تدابيرها الدفاعية بالتعاون مع قوات يونيفيل لمواكبة التطورات وكشف الفاعلين». وأفادت مصادر أمنية «الحياة» بأن التحقيق كشف أن الصاروخ انطلق من شرفة منزل رئيس بلدية حولا فيصل حجازي الذي كان غادره عند الرابعة والنصف عصراً متجهاً الى مكان إقامته في منطقة بئر السلاسل في بنت جبيل. وأضافت المصادر أن عناصر الجيش وقوات «يونيفيل» عثروا في شرفة المنزل على منصة الصاروخً. وأمس، أجرى الجيش وقوات «يونيفيل» تفتيشاً في المنطقة، وعثروا على أربع صواريخ كاتيوشا معدة للإطلاق مع منصاتها، وتم تفكيككها، في حين لم يعثروا على ساعة التوقيت التي تحدد موعد الإطلاق، كما عثروا بجانب المنصات على كاميرا فيديو غير مستعملة مجهزة بشريط للتسجيل. ورجحت المصادر أن يكون خطأ تقني تسبب بإطلاق الصاروخ الأول، ما دفع المنفذين الى ترك الصواريخ الأخرى والكاميرا. وأوضحت المصادر أن الأرض التي عثر فيها على الصواريخ الأربعة تعود لرئيس بلدية حولا، وهي تشكل امتداداً للمنطقة التي وقع فيها تفجير منظومة التجسس والتنصت الإسرائيلية قبل أقل من أسبوعين، ويفترض أنها تخضع للمراقبة. وميدانيا، تفقد قائد «يونيفيل» الجنرال كلاوديو غراتسيانو مكان العثور على الصواريخ الأربعة. كما عمد الجيش اللبناني وقوات «يونيفيل» الى تكثيف دورياتهما في المنطقة. وتفقد قائد الجيش العماد جان قهوجي الوحدات العسكرية المنتشرة في البقاع الغربي وجنوب الليطاني في مرجعيون، وجال على مراكزها، ثم اجتمع الى الضباط والعسكريين. وأكد قهوجي ان «اطلاق الصواريخ من حين الى آخر من داخل الاراضي اللبنانية باتجاه فلسطينالمحتلة، هو عمل يقع ضمن دائرة الشبهة والعمالة، ولن نسمح لمن يقف وراءه بدفعنا الى معركة مع العدو خارج التوقيت والمكان اللذين يحددهما الوطن»، مشدداً على «تمسك الجيش بحقه الثابت في التصدي للخروق الاسرائيلية البرية والجوية والبحرية، بكل الامكانات المتاحة». وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة دان ليل أول من أمس «استخدام الأراضي اللبنانية لاطلاق صاروخ كاتيوشا بما يتخطى الحدود اللبنانية ورد الفعل الإسرائيلي العدواني المتسرع باطلاق قذائف على مناطق جنوبية وأراض لبنانية»، مؤكداً أن «الحكومة اللبنانية لا توافق ولن تسمح باستخدام الأراضي اللبنانية صندوقة بريد لأي طرف من الأطراف». وفي الجانب الآخر من الحدود، أبقت القوات الإسرائيلية على حال الاستعداد، وسيرت دورياتها المؤللة على مقربة من السياج الشائك، في حين أعلنت متحدثة عسكرية إسرائيلية لوكالة «فرانس برس» أول من أمس أن «الجيش الإسرائيلي يعتبر أن اطلاق هذا الصاروخ أمر خطير، ويرى أن المسؤولية تقع على الحكومة اللبنانية». كما نقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر عسكرية اسرائيلية أن «المسؤول عن إطلاق الصاروخ على إصبع الجليل هو أحد التنظيمات الفلسطينية العاملة في جنوب لبنان بإيحاء من الجهاد العالمي». الى ذلك، أكد ممثِّل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز أن «اسرائيل تخرق يومياً السيادة اللبنانية والقرار 1701». وتمنى خلال زيارته رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون أمس، «تشكيل الحكومة قبل ان يبحث مجلس الأمن التقرير حول تنفيذ القرار 1701». وقال: «هناك قلق إزاء ما جرى من رمي صواريخ كاتيوشا من لبنان على اسرائيل بالإضافة الى الصواريخ الأربعة التي اكتشفت لذا يجب العمل جدياً لتجنب أحداث كهذه». وعن التقرير المقدم للأمم المتحدة حول القرار 1701، قال وليامز: «التقرير سيكون واضحاً حول الخروق ولا سيما اليومية وحتى لو لم تكن منتظمة، لكنها يومية. وأعتقد أن اسرائيل تخرق الأجواء اللبنانية دوماً وبالطبع القرار 1701 بالإضافة الى اكتشاف موضوع التجسس جنوب لبنان. لا يهم اذا كانت هذه الأجهزة زرعت منذ سنتين او أسبوعين، لكنها كانت تعمل وهذا خرق واضح للسيادة اللبنانية».