تراجعت ثقة المستهلكين في الولاياتالمتحدة في تشرين الأول (أوكتوبر) الجاري في شكل حاد وغير متوقع، مع تخوف الأميركيين على مستقبل وظائفهم، فيما تحسنت معنويات المستهلكين الفرنسيين في الشهر ذاته للشهر الثالث على التوالي، في تطور يعكس التفاؤل بعودة النمو الاقتصادي. وهبط مؤشر ثقة المستهلك الأميركي الذي تصدره مؤسسة «كونفرتس بورد» الى 47.7 نقطة من 53.4 نقطة في أيلول (سبتمبر) الماضي، وفقاً للموقع الإلكتروني ل «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي). وتوقع محللون ألا يطرأ تغيير على المؤشر أو أن يرتفع قليلاً. كما أظهر أحد المؤشرات الرئيسة ارتفاع أسعار البيوت أكثر من المتوقع في آب (اغسطس). ولفتت «كونفرنس بورد» إلى ان ارتفاع معدلات البطالة لعب «دوراً رئيساً» في تراجع ثقة المستهلكين. وكانت أرقام صدرت في وقت سابق أظهرت وصول معدل البطالة في الولاياتالمتحدة الى أعلى مستوياته في 26 سنة عند 9.8 في المئة في أيلول. وتلقي الأرقام ظلال شك حول مدى قوة الإنفاق الاستهلاكي في الموسم القريب لعيدي الميلاد ورأس السنة. ويشكل إنفاق المستهلكين نحو 70 في المئة من النشاط الاقتصادي في الولاياتالمتحدة، لذلك قد يترك ضعف الإنفاق قبل موسم الميلاد ورأس السنة مباشرة تبعات سلبية على الاقتصاد الأميركي. والحد الأدنى لمؤشر ثقة المستهلكين الذي يدل على نشاط اقتصادي هو 90 نقطة. أما مؤشر أسعار البيوت فازداد بنسبة 1.2 في المئة في آب مقارنة بتموز (يوليو)، لكن الأسعار بقيت أقل ب 11.4 في المئة عنها في آب 2008، فيما نبّه محللون إلى ان الارتفاع إنما يعود إلى تخفيضات ضريبية. انتعاش الثقة في فرنسا وفي باريس، أعلن مكتب الإحصاء الوطني ان ثقة المستهلكين الفرنسيين ارتفعت الى سالب 35 الشهر الجاري من سالب 36 الشهر الماضي، في تطور تماشى مع متوسط توقعات الاقتصاديين في مسح أجرته وكالة «رويترز». وتحسن الطلب الخارجي في الربع الثالث من السنة ويُتوقع ان يستقر حتى كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وحققت فرنسا معدل نمو مفاجئ في الربع الثاني من السنة بلغ 0.3 في المئة، لكن ثمة مخاوف من ان يفقد الانتعاش قوة الدفع مع استمرار ارتفاع معدل البطالة ما يفرض ضغطاً على الأحوال المالية للمستهلكين. وكشفت الأرقام ان عدد العاطلين من العمل ارتفع بواقع 21600 في أيلول عقب زيادة 18100 شخص الشهر السابق.