قصفت أمس، وحدات الجيش منطقة مدينة الملاهي في وادي حميد بجرود عرسال بعد اشتباهها بتحركات للمسلحين على متن جرافة وبعملية تسلّل كانوا ينوون القيام. وكانت وحدات الجيش عزَّزت من وجودها إثر المعارك العسكرية العنيفة التي وقعت مع مجموعات إرهابية قبل يومين، فيما تواصل فرقها المختصة عملها على إزالة الألغام التي زرعها المسلحون في محيط موقع تلة الحمراء. وداهمت قوة من الجيش بلدة المرج - البقاع الغربي، وأوقفت 12 شخصاً من التابعية السورية، للاشتباه بقيامهم بتأليف مجموعة إرهابية، كما أوقفت 5 أشخاص من التابعية السورية في المكان المذكور، لدخولهم الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية، وفق ما أعلنت قيادة الجيش في بيان أمس. وضُبط في حوزتهم عدد من الهواتف الخليوية والحواسيب، إضافة إلى دراجتين ناريتين وسيارتين من دون أوراق قانونية. وتم تسليم الموقوفين مع المضبوطات إلى المرجع المختص لإجراء اللازم. واستمر تشييع شهداء الجيش الذين سقطوا في معارك جرود رأس بعلبك في بلداتهم وقراهم بعدما تسلّم أهاليهم جثامينهم وسط أصوات طلقات الرصاص وصرخات أمهات أرهقتهن خسارة أبنائهن. وجرى تشييع الجندي الشهيد أحمد يحيا دني الذي نقل جثمانه من مستشفى زحلة الحكومي إلى بلدة سعدنايل وحمل نعشه في أرجاء البلدة التي زفّته عريساً بمشاركة شعبية حاشدة ليوارى الثرى في مأتم مؤثّر. وحُمل نعشه على الأكف وأُطلقت النيران وعُزف لحن الموت قبل أن يدخل الشهيد إلى منزل أبيه للمرة الأخيرة. وبعدما ودعه ووري الثرى. وحُمل نعش الجندي الشهيد حسن علي وهبة الذي لفّ بالعلم اللبناني من مستشفى الأمل الجامعي على أكف رفاقه حيث قدم له رفاقه التحية على وقع عزف لحن الموت، وجرى تقليده أوسمة. ووقف والده بين الضباط مودّعاً، وحملت والدته ثيابه وقبّعته المضرّجة بالدماء وألقت النظرة الأخيرة عليه وهو يغادرها لينضم إلى رفاقه الشهداء في رحلته إلى مثواه الأخير في بلدته نبحا ببعلبك في حضور وزير الأشغال غازي زعيتر. وألقى والده كلمات مؤيدة للجيش أكّدت أن «لبنان لنا... والجيش سيظل صامداً». وعند مدخل روضة الشهيدين في بيروت ارتفعت الزغاريد وعلا صوت الرصاص عند وصول نعش المجند الشهيد مجتبى عماد أمهز من منزل والده في الحدت - بعبدا بعد تسلّمه من المستشفى العسكري المركزي في بدارو. واحتشد أبناء المنطقة إلى جانب عائلة الشهيد لوداعه وعلت أصوات النحيب والصّراخ. وعزف للشهيد نشيد الموت وأدت ثلة من رفاقه التحية وحمل جثمانه على الأكف. وتقدم الموكب حملة الأكاليل. وشارك في تشييع الشهداء الثلاثة ممثلون عن قائد الجيش العماد جان قهوجي وعدد من الضباط والعسكريين. وأشاد وزير السياحة ميشال فرعون ب «التضحيات التي يقدمها الجيش في مواجهة الإرهاب»، مؤكداً «ضرورة الالتفاف الكامل حول المؤسسة العسكرية القادرة، مع القوى الأمنية الأخرى». واتّصل فرعون بقائد الجيش معزّياً واطلع منه على تفاصيل ما حصل في جرود رأس بعلبك، كما أجرى سلسلة اتصالات بفاعليات المنطقة مشدداً على أن «الجيش هو الضامن للاستقرار والحامي الوحيد للسيادة والمكلف بسط الأمن على كامل أرجاء الوطن، مع المؤسسات الأمنية الشرعية». قلق الأممالمتحدة وعبَّرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة لدى لبنان سيغريد كاغ في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي عن بالغ قلقها في شأن «الاعتداء على الجيش الجمعة الماضي في رأس بعلبك، والذي أدى إلى استشهاد ثمانية عناصر من الجيش وسقوط عدد من الجرحى». وعزّت كاغ «عائلات الشهداء والجيش والحكومة» وتمنّت «الشفاء العاجل للجرحى». وأشادت ب «الجهود التي يبذلها الجيش لحماية حدود لبنان». وأكدت أن «الأممالمتحدة ستستمر في دعم لبنان بالكامل للحفاظ على الأمن والاستقرار في البلد».