لا يزال البقاع الشمالي اللبناني يعيش على وقع تداعيات الازمة السورية بشقيها الموالي للنظام السوري والموالي للمعارضة. وكانت أزمة اغلاق الطريق الى عرسال من اللبوة حلت صباح امس، ودخل الجيش وقوى الامن الداخلي الى البلدة الحدودية مع سورية وصولاً الى جرودها، بعد حركة «تضامن مع العراسلة» ليل اول من امس، شملت قطع الطرق في مناطق مختلفة بهدف فتح الطريق وأدت في بيروت الى مقتل المواطن حسام الشوا الذي أصيب برصاصة في رأسه. وفي المقابل، تجدد امس اطلاق الصواريخ باتجاه الهرمل لكن من دون تسجيل اصابات. ورافق امس تشييع الشوا الى مدافن الشهداء (اطراف الطريق الجديدة في بيروت) حال من الغضب لمقتله برصاص يجري التحقق في شأنه، وأطلق المشيعون النار بكثافة في الهواء وقطعوا طريق قصقص - بشارة الخوري بالإطارات المشتعلة لبعض الوقت. ووسع المشيعون الغاضبون وبينهم من يحمل سلاحاً، احتجاجاتهم من خلال إيقاف الباصات التي تقل ركاباً على طريق البربير - قصقص وإنزال الرجال والشبان منها وحتى طلب بطاقات هوياتهم. وحصل هرج ومرج، وتمدد الاحتجاج إلى إقفال طريق المدينة الرياضية. وكان صاروخان مصدرهما سلسلة الجبال الشرقية (وفق الوكالة الوطنية للإعلام) سقطا على وادي الخنازير في القاع وعلى طريق عام الهرمل - القاع قرب مستشفى الهرمل الحكومي. وسجل ولأول مرة، سقوط صاروخين في البقاع الأوسط مصدرهما السلسلة الشرقية واستهدفا العقيدية قرب بلدة بيت شاما (بين زحلة وبعلبك) ولم تسجل إصابات. وقوبل فتح طريق اللبوة - عرسال بعد رفع السواتر عليها منذ اربعة ايام بترحيب عرسالي غير مسبوق وجرت مواكبة الخطوة بدخول فصيلة من قوى الامن الداخلي قوامها 40 عنصراً الى البلدة وقوة كبيرة من اللواء المجوقل (من النخبة) ومخابرات الجيش. وباشرت القوة دورياتها واستُقبلت بنحر الخراف ورش الرز. واستتبع فتح طريق اللبوة - عرسال بفتح كل الطرق التي كانت أغلقت «تضامناً». إلا ان العابرين على طريق اللبوة سجلوا بقاء حاجز ل «حزب الله» على اوتوتستراد حمص - بعلبك الدولي يدقق بدوره بهويات العابرين من عرسال. وذكرت محطة «المنار» (حزب الله) من اللبوة ان احداً لم يعترض السيارات الآتية من عرسال، مرحبة بنشر الجيش في عرسال ما «يساعد على ضبط الامن والمتورطين الآتين من سورية او من داخل عرسال». وأكدت المحطة ان حاجزاً للقوة المجوقلة في عين الشعب أوقفت 4 اشخاص ينتمي احدهم الى «جبهة النصرة». وكانت المديرية العامة للامن العام اللبناني اعلنت في بيان أن «بنتيجة المتابعة الأمنية للشبكات الإرهابية، حققت الأجهزة المعنية في المديرية في 17 الجاري وبناء على إشارة معاون مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي داني الزعني، مع خمسة أشخاص من التابعية السورية كانوا دخلوا خلسة إلى لبنان، واعترفوا بانتمائهم إلى شبكة إرهابية نقلت سيارة مفخخة لمصلحة «جبهة النصرة» نوع «بيك آب» من يبرود السورية إلى جرود عرسال، وأحيل الموقوفون إلى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر لاستكمال الاجراءات». وكان وزير الصناعة حسين الحاج حسن (حزب الله) اوضح في تصريح صباحي أن الأهالي لجأوا إلى قطع طريق اللبوة ولديهم مطلب واحد وهو انتشار الجيش في عرسال. وشدد على أن «انتشار الجيش سيساعد على ضبط الامن وأعمال من يسيئون الى عرسال». وفي بلدة العين القريبة من اللبوة، جرى امس تشييع الضحية عبدالرحمن القاضي وهو من «حزب الله» كان قتل في الانفجار الانتحاري الذي استهدف النبي عثمان بعدما اشتبه بالسيارة هو ورفيقه خليل خليل (شيّع في الفاكهة اول من امس) وفجّر الانتحاري نفسه بهما. وكان المنسق الخاص للأمم المتحدة ديريك بلامبلي زار وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس. ورحب «بما قام به الجيش اللبناني بفتح طريق عرسال لأن ذلك مهم جداً بالنسبة الى استمرار أعمال الوكالات الأممية وهيئات الإغاثة في القيام بمهماتها هناك». ولاحقاً، أكد مصدر في الوزارة تأمين50 خيمة للنازحين في عرسال، ومن المقرر ان تدخل منظمات الأممالمتحدة الإغاثية عرسال اليوم.