يصل الرئيس بشار الاسد غداً الى زغرب تلبية لدعوة من الرئيس الكرواتي ستيبان ميسيتش، وذلك في اطار زيارة رسمية هي الاولى للرئيس السوري الى هذه المنطقة في البلقان أو الى احدى دول يوغوسلافيا السابقة. وعلم ان الوفد المرافق للرئيس الاسد يضم نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبدالله الدردري ووزيرالخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان ومعاون وزير الخارجية عبدالفتاح عمورة. ومن المقرر ان تجرى بعد مراسم الاستقبال الرسمية يوم غد جلسة من المحادثات بين الاسد وميسيتش يليها مؤتمر صحافي، اضافة الى زيارة الاسد للبرلمان ولقائه رئيسه يادرانكنا كوسر وعشاء رسمي يقيمه ميسيتش. وكانت «الوكالة السورية للانباء» (سانا) افادت ان المحادثات ستتناول تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والعلاقات الثنائية وآفاق التعاون، علما ان البلدين يرتبطان باتفاقية لمنع الازدواج الضريبي وبعلاقات اقتصادية يسعى البلدان الى تطويرها، اضافة الى استثمارات كرواتية في مجال النفط والغاز. ويأتي ذلك بعد زيارة الرئيس الكرواتي لدمشق في كانون الاول (ديسمبر) الماضي عندما قال الاسد ان المحادثات تناولت «تطوير العلاقات الثنائية التي لها أرضية تاريخية حينما كانت كرواتيا جزءاً من يوغوسلافيا السابقة»، اضافة الى اوضاع الشرق الاوسط والبلقان. وقال ل «الحياة» محافظ زغرب ميلاند بانديتش، وهو احد المرشحين الى انتخابات الرئاسة بداية العام المقبل، انه «متفائل بتطور العلاقات بين البلدين، وان العلاقات بين الدول العربية وكرواتيا يجب ان تكون كما كانت عليه زمن يوغوسلافيا»، علماً ان كرواتيا تشغل مقعداً غير دائم في مجلس الامن وتسعى الى الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وكانت كرواتيا اعلنت عام 1991 استقلالها عن يوغوسلافيا التي شغل ميسيتش فيها مناصب سياسية رفيعة المستوى، قبل انتخابه رئيساً لكرواتيا عام 2000. وقال محافظ زغرب الذي ينتمي الى «الحزب الاشتراكي الديموقراطي» امس ان «لديه شعوراً خاصاً تجاه سورية والرئيس الاسد»، وانه «فخور باعادة الدفء الى العلاقات» الثنائية. وكان الاسد بدأ في الاشهر الماضية سلسلة من الزيارات الى دول كانت ترتبط بعلاقات تاريخية مع سورية شملت سلوفاكيا وأرمينيا وأذربيجان، اضافة الى تعزيز العلاقات مع تركيا وتأسيس «مجلس التعاون الاستراتيجي» ضمن رؤية لإيجاد فضاء اقليمي بين البحور الاربعة (الابيض المتوسط، قزوين، الاسود، والخليج العربي) في مجالات خطوط النفط والغاز والنقل للربط ين الخليج العربي واوروبا وآسيا عبر تركيا وبين العراق وأوروبا عبر البحر المتوسط.