عقب الفوز الاتحادي العريض على ناغويا غرامبوس الياباني، أيقنت تماماً بأننا أمام معضلة حقيقية، تتمثل في الرغبة الدائمة في تحطيم المنجز، والنيل منه بأساليب يتلذذ البعض بممارستها، بعيداً عن معان سامية، من أهمها الوطنية واستشعار المسؤولية، وخلال الأسبوع الماضي، نشرت كثير من المواقع الإلكترونية والمنتديات، آراء ومعلومات تحاول تشويه إنجاز الاتحاد، بل وتهميشه، ومع أننا لا نفترض بهؤلاء الذين يكتبون خلف الستار رجاحة العقل والأمانة، إلا أن عبارات التشكيك كانت أمراً مزعجاً، ومؤشراً على أن الوسط الرياضي يغوص في وحل التعصب الرياضي، بدرجة يستحيل معها الحديث عن تحقيق إنجاز للوطن عن طريق لعبة كرة القدم. كثيرون لم يفرحوا لفوز الاتحاد، لأن نظرتهم الضيقة قادتهم إلى تكييف الأمور بحسب الأهواء والميول، متناسين أن كرة القدم السعودية بحاجة إلى إنجاز يوازي ظهور فريق سعودي في نهائيات كأس العالم للأندية، على اعتبار أن «الأخضر» بدأ مرحلة سبات طويلة، من شأنها أن تنسي العالم أن لدينا كرة قدم. وبالأمس فتح البعض ملف محمد نور، والأداء اللافت بقميص الاتحاد، وربطوه بالأداء المتواضع مع المنتخب السعودي، وتساءلوا كثيراً عن هذه المفارقة، قبل أن يتهموا نور بعدم الولاء للمنتخب، وحقيقة لم نكن بحاجة إلى تلك الأصوات المبحوحة في هذا الوقت، لأن أصحابها لا يفكرون بطريقة منطقية، على اعتبار أن اللاعب متهم دائماً من دون النظر إلى أنه مجرد أداة ضمن مجموعة أدوات يستعين بها المدرب لخدمة أهداف المنتخب أو النادي، وأن وجود نور أو غيره في أجواء غير صحية سيؤدي غالباً إلى تراجع مستوى اللاعب وتحييد دوره. وبالعودة إلى موضوع التعصب، نجد أن تحقيق إنجاز وطني أصبح يرتبط لدى البعض بهوية صاحب الإنجاز، ومن ثم تقبل هذا الانتصار أو التقليل منه أو حتى رفضه، ويكفي للدلالة على هذا أن هناك من تحدث عن حكم المباراة، وحادثة طرد المدافع الياباني، واعتبرها سبب فوز الاتحاد، من دون أن يلتفت إلى النتيجة النهائية، والأهداف الستة التي ولجت المرمى الياباني بمختلف الطرق. بعض المتعصبين عادت به الذاكرة إلى الوراء، واستحضر عبارات كانت تردد عندما يعجز الخصوم عن مقارعة الاتحاد على نحو المنشطات وعقاقير الخيول و“سبانخ بوباي”، وكل هذا من أجل أن صاحب الإنجاز ليس النادي الذي يميلون له إلى درجة التعصب! ولعل ما ينسينا مرارة تلك العبارات، أن الاتحاد ما زال الأقوى في آسيا، والمرشح الأهم لنيل اللقب للمرة الثالثة، وفي هذا ما يجعلنا نشيد بمن يعمل وينجز بعيداً عن حسابات المتعصبين وكيدهم، وحين نسمي المتعصبين، فلا نعني بالضرورة المشجع في المدرجات، فهناك بيننا من المتعصبين إعلامي وعضو شرف ومسؤول وحكم ورئيس ناد، وهم لا يختلفون في أفعالهم وأقوالهم عن المشجع المتعصب. ما نتمناه أن يحمل الاتحاد علم بلاده إلى نهائيات أبو ظبي، وفي ذلك ما يمكن أن يحفظ ماء الوجه، عقب النكسة التي تعرضت لها الكرة السعودية في تصفيات مونديال 0102. [email protected]