تفاعلت قضية إلغاء إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني في كليات ومعاهد « المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني»، إذ يعتزم متدربون الغياب عن الدراسة خلال الأسبوع الذي يتمتع فيه طلاب مدارس التعليم العام والجامعات بالإجازة. وبرّر الطلاب غيابهم بأنهم مرتبطون برحلات مع أسرهم، يصعب التخلف عنها، وبخاصة أنهم خططوا لها منذ وقت، فيما لم يتضح إلغاء الإجازة إلا أخيراً. وقال المتدرب في الكلية التقنية في الدمام أحمد النصار: «أملك رصيداً من ساعات الغياب، وأعتزم استنفاد الجزء الأكبر منها في أسبوع الإجازة الملغاة». وتساءل: «ماذا يمكن أن يضيف هذا الأسبوع على محصلتنا التعليمة؟ فهو خمسة أيام فقط، لا تزيد من محصوله العلمي الشيء الكثير، بخلاف إذا ما منحونا إجازة، فسنعود إلى الدراسة بهمة أعلى وطموح أكبر». وأضاف «أتعجب من إصرار المؤسسة على مخالفة التوجه التعليمي في المملكة، فإذا كان مجلس الوزراء أصدر تقويماً دراسياً للتعليم في شكل عام، ومنح الطلاب أسبوعاً، فيما أعطى للمؤسسة الصلاحية في إعداد التقويم الدراسي الخاص بها، فلا يعني ذلك أن تُخالف المؤسسة المسارات التعليمية، وإنما تضع لها خطة دراسية، تتوازى معها، حتى لا يحدث انقسام بين طلاب الأسرة الواحدة على الأقل، وهو ما حرص عليه مجلس الوزراء». واستغرب المتدرب في قسم السيارات في الكلية التقنية في الدمام محمد المهدي، من الدراسة في أسبوع الإجازة لطلاب المملكة. وتساءل: «هل مخرجات جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، التي لا تبعد نحو 10 كيلومترات عن الكلية التقنية، متدنية، على اعتبار أنها منحت أسبوعاً كاملاً لطلابها». وأضاف أن «الدراسة في الجامعة، تمتد لست سنوات، بينما تختزل الدراسة لدينا في عامين، ما يعني أنهم أفضل منا علمياً، لكن الفرق أن القائمين على الجامعة يراعون الراحة النفسية للطلاب، ولا يعتدون بأيام الدراسة سبباً في زيادة المعرفة». وطالب المتدرب أحمد آل فخر، المؤسسة بأن تمنح الطلاب إجازة أسوة بأكثر من خمسة ملايين طالب وطالبة في المملكة. وحذر من عدم إعطاء الطلاب إجازة الدراسة ووضع فاصل في منتصف الفصل الدراسي الثاني». وأكد أن عدداً من زملائه المتدربين «سيتغيبون في أسبوع الإجازة، ما يعني عدم جدية الدراسة فيها». واقترح في حال عدم تراجع المؤسسة عن قرارها أن «تحذف الأسبوع الأخير من الفصل الثاني، حتى تتساوى الدراسة مع طلاب الجامعات والكليات الأخرى». وانقسم المدربون بشأن الإجازة التي ألغيت، إلى فريقين، يرى الأول، أنه قرار «يجب أن يُحترم، ويتعامل معه المدربون بواقع المسؤولية». واتخذ هذا الفريق من الاختبارات وسيلة لمنع غياب الطلاب، وبخاصة طلاب المعاهد الثانوية الصناعية، إذ حددوا لهم اختبارات في منتصف الأسبوع، تضمن حضورهم. فيما أعلن الفريق الآخر أنهم سيستخدمون أسلوب «التلميحات» مع طلابهم، بعدم تدوين الغياب عن المحاضرات، أو الشرح في حال الغياب الجماعي للمتدربين، إضافة إلى أنهم على «استعداد تام لإعادة المحاضرات في الأسبوع الذي يليه لمن يتغيبون». يُشار إلى أن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، أسقطت إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني من تقويمها الدراسي لهذا العام، بخلاف منسوبي مدارس وزارة التربية والتعليم والجامعات والكليات السعودية الأخرى. واستندت المؤسسة في ذلك إلى تقويمها الخاص، الذي أصدرته بعد أن منحها مجلس الوزراء الصلاحية في إعداد تقويم خاص بها.