أطلقت «هيئة أبو ظبي للسياحة»، الجهة المسؤولة عن تطوير وإدارة القطاع السياحي في إمارة أبو ظبي، برنامجها الأول من نوعه «شركاء في التقدم» الذي يهدف إلى دعم أطر التعاون مع الجهات العاملة والمعنية في قطاع السياحة في أبو ظبي وتنسيق الجهود الرامية إلى ترويج الإمارة كوجهة سياحية عالمية. وشكلت الهيئة، بموجب هذا البرنامج، خمس لجان لتطوير القطاع السياحي في الإمارة تغطي قطاعات تنظيم الرحلات السياحية، والمرافق التجارية ومعالم الجذب السياحي، والفنادق والمنشآت الفندقية، ومزدوي حلول النقل والمواصلات، وسياحة الأعمال. وستلتقي هذه اللجان على نحو منتظم مع ممثلي الهيئة لتحديد التحديات والفرص، والمساهمة في تطوير المنتج السياحي في الإمارة. كما سينضم رئيس كل من هذه اللجان لتشكيل فريق استشاري شامل يتولى توجيه الإستراتيجية السياحية للإمارة، ورفدها بالمعلومات اللازمة للمضي بتنفيذها قدماً. كما يتضمن البرنامج منتدى سنوياً عن «حالة القطاع» يهدف إلى تحديث مسيرة القطاع السياحي وخططه المستقبلية. وفي معرض حديثه عن إطلاق البرنامج، أشار الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس «هيئة أبو ظبي للسياحة»، بحضور مئات الممثلين عن القطاع السياحي في أبو ظبي، إلى أن برنامج «شركاء التقدم» يسطّر إنجازاً جديداً في مسيرة القطاع باعتباره يشكل إطاراً لتوحيد الجهود المبذولة لدعم القطاع، ومد الهيئة بإطار تنظيمي أكثر كفاءة. وأضاف يقول: «ستوحدنا هذه الحملة سوياً نحو مزيد من التنسيق والتعاون في كل نشاطاتنا، والتحدث بصوت واحد عن المسائل التي تهم القطاع. كما سنتبنى شعار «وجهة واحدة» الذي أتاح لنا فرصة أن نحظى باستضافة المؤتمر العالمي لطب العيون عام 2012. ونستطيع من الآن فصاعداً البناء على هذه الصيغة الناجحة». وأردف: «نتشارك هدفاً واحداً يتمثل في توفير منتج سياحي مستدام يحظى بتقدير عالمي واسع؛ ويكرس التزامنا العميق بالحفاظ على بيئتنا وتراثنا وتقاليدنا. وسنسترشد بماضينا العريق للمضي قدماً نحو المستقبل». وقال: «إنكم جميعاً تعملون معاً للنهوض بقطاع يتجه لأن يصبح محركاً أساسياً لعجلة الاقتصاد. وعلى رغم أننا أنجزنا الكثير، إلا أن أمامنا المزيد لتحقيقه قبل الوصول إلى هدفنا باستضافة 2.3 مليون نزيل فندقي بحلول عام 2012». ترحيب واسع ولقي البرنامج فور إطلاقه ترحيباً واسعاً لدى بعض أصحاب المصلحة الرئيسين في القطاع السياحي لأبو ظبي الذين أبدوا دعمهم القوي له. وأوضح محمد بن عزان المزروعي، مدير عام «مجلس تنمية المنطقة الغربية» في أبو ظبي، أن البرنامج كان وسيلة ملحّة لتعزيز التواصل. وقال: «كنا بحاجة إلى تكثيف اتصالاتنا بحكومة أبو ظبي؛ فكلما ازداد اطلاعنا على مشاريع العاصمة، أصبحنا أكثر قدرةً على المساعدة فيها. وأعتقد أن (شركاء التقدم) هي مبادرة مذهلة لن ندخر جهداً في المنطقة الغربية لدعمها بكل قوانا». وقال سيف محمد الهاجري، رئيس مجلس إدارة شركة «أبوظبي الوطنية للفنادق»، إن البرنامج يصب في مصلحة جميع الأطراف المعنيين بتطوير القطاع السياحي في الإمارة. وأضاف: «إنها لخطوة ذكية أن يجتمع جميع أصحاب المصلحة معاً لتحديد الاستراتيجيات والسبل الكفيلة بدفع عجلة القطاع السياحي في أبو ظبي نحو الأمام. ومن الجيد أن نعمل سوياً، خصوصاً أن المبادرة تنطوي على كثير من الفائدة لشركتنا كونها تنشط في مجالات الرياضة والفنادق والنقل والمطاعم والضيافة. كما ستساعدنا على التعاون سوياً بما يعود بالخير والمنفعة على شركتنا وأصحاب المصلحة فيها». أما محمد عبداللطيف كانو، الرئيس التنفيذي المحلي في «مجموعة كانو» التي تدير واحدة من أهم شركات السفر في منطقة الشرق الأوسط، فقد أشار إلى أن البرنامج كفيل بقطع أشواط طويلة في التواصل بين القطاعين العام والخاص. وقال: «إن إطلاق برنامج (شركاء التقدم) هنا في أبو ظبي يعد مسألة جوهرية لتعزيز الاتصال المباشر لأصحاب المصلحة مع «هيئة أبو ظبي للسياحة» من جهة، وحكومة أبو ظبي من جهة أخرى؛ فضلاً عن الدخول في حوار مفتوح لا شك في أن الإمارة بأمس الحاجة إليه». ويتوقع جيمس هوجن، الرئيس التنفيذي لشركة «الاتحاد للطيران»، الناقل الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، أن يسهم برنامج «شركاء في التقدم» في تعزيز القدرة التنافسية لإمارة أبو ظبي على المدى الطويل. وقال: «كلما نجحنا في توحيد جهودنا سوياً، استطعنا الارتقاء بسمعة أبو ظبي كوجهة سياحية عالمية، والوفاء بالتزاماتنا المتعلقة بالخدمات والبنية التحتية، وتعزيز قدرتنا على التميز والمنافسة. وأعتقد أننا الآن على السوية ذاتها التي كانت عليها الوجهات الآسيوية قبل 30 عاماً؛ فأبو ظبي هي مركز عالمي جديد لا ريب في أنه قادر على تبوّء موقع الصدارة في العالم عندما تتوحد الجهود العاملة على تطويره». أما علي بن حرمل الظاهري، العضو المنتدب ل «مركز أبو ظبي الوطني للمعارض» الذي يعد الآن أكبر منشأة للمعارض والمؤتمرات في الخليج وواحدة من بين المنشآت الأكثر تطوراً في العالم، فقد وصف برنامج (شركاء التقدم) بأنه «مبادرة في أوانها». وقال: «جاء البرنامج في وقت مثالي إذ تشهد أبو ظبي الكثير من المشاريع المهمة. وجل ما نحتاجه الآن هو توحيد جهودنا من خلال العمل سوياً بطريقة منظمة تتيح لنا توفير خدمات ممتازة وخبرة استثنائية». وأوضح ناصر النويس، رئيس مجلس إدارة مجموعة «روتانا للفنادق والمنتجعات» التي تتخذ من أبو ظبي مقراً لها، أن السائح هو المستفيد الرئيس من البرنامج. وعلق بالقول: «يرسل برنامج (شركاء التقدم) رسالة مفادها أننا ننوي العناية بزوارنا ابتداء من لحظة وصولهم إلى أرض المطار وعلى امتداد فترة إقامتهم بكاملها. وهذا يتطلب تضافر جميع الجهات المعنية كالخطوط الجوية والفنادق وشركات سيارات الأجرة، وحتى الموظفين العاملين في المتاجر. وعندما ننجح في ذلك، سيغدو زوارنا بمثابة سفراء مهمين يتناقلون على ألسنتهم مدى تكريسنا والتزامنا العميق بخدمة المسافرين والارتقاء إلى مستوى وعودنا التي قطعناها لهم». وأعقب إطلاق برنامج (شركاء التقدم) احتفال بمناسبة مرور خمسة أعوام على تأسيس «هيئة أبو ظبي للسياحة» حضره قرابة 800 ضيف من العاملين في القطاع السياحي، وذلك في حدائق «فندق شاطئ الراحة» في أبو ظبي.