تواصلت في إسرائيل التكنهات بنجاح الجهود الأميركية لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وبعد يوم على أنباء إسرائيلية نفاها الفلسطينيون عن وجود مبادرة أميركية جديدة للسلام في الشرق الأوسط تقوم على التزام إسرائيلي بالتوصل إلى اتفاق وإقامة دولة فلسطينية خلال عامين، نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مسؤول كبير مطلّع على الاتصالات التي تجريها واشنطن مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية أن الموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل يوشك على إنجاز اتفاق يقوم على إدارة مفاوضات الحل الدائم على أساس قراري مجلس الأمن 242 و338. وقال المسؤول إن الفلسطينيين يقبلون بهذه الصيغة كما لا ترفضها إسرائيل حيال تفسيرها القرارين على أنهما لا يطالبان بالانسحاب من كل الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967 إنما فقط من بعضها، لكن الفلسطينيين نفوا موافقتهم واعتبروا اعتماد القرارين الدوليين فقط دون غيرهما «عودة إلى المربع الأول وعملية لإهدار الوقت». وكان الموفدان الإسرائيليان إلى واشنطن اسحاق مولخو ومايكل هرتسوغ عادا فجر أمس من واشنطن حيث أجريا جولة أخرى من الاتصالات مع ميتشل ومعاونيه، لم تعلن فحواها ونتائجها. من جهة أخرى، عاودت إسرائيل التلويح بوقف المساعدات عن السلطة الفلسطينية إذا استمرت الأخيرة «بالعمل ضد إسرائيل في المحافل الدولية»، كما قال وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان في محادثة هاتفية مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون، مضيفاً أن «سلوك السلطة» ينسف احتمالات استئناف المفاوضات التي سبق أن تهكم عليها مستبعداً أن تسفر عن أي اتفاق حتى لو دامت 16 عاماً. وكان وزراء إسرائيليون هددوا بأنهم سيكفّون عن مطالبة الدول المانحة بدعم السلطة في أعقاب تقديمها طلب تبني «تقرير غولدستون» إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف. في غضون ذلك، نفت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة زعيمة «كديما» تسيبي ليفني أن تكون حذرت الفلسطينيين قبل عام من التوقيع على اتفاق مع رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت، كما قال أمس السفير الأميركي الأسبق في تل أبيب مارتن انديك. وبحسب انديك الذي ألقى كلمة في مؤتمر «رئيس الدولة الإسرائيلي»، فإن ليفني حذرت الفلسطينيين من التوقيع على الاتفاق الذي اقترحه اولمرت على الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأضاف أن ليفني وجهت تحذيراً مماثلًا إلى الأميركيين بداعي أن أولمرت على وشك إنهاء مهماته والاستقالة في أعقاب قرار المستشار القضائي للحكومة ميني مزوز تقديم لائحة اتهام ضده بالفساد. ونفت أوساط ليفني أن تكون تدخلت في الاتصالات بين أولمرت وعباس، وقالت إنها علمت بمقترحات أولمرت من قراءتها الصحف الإسرائيلية. وأضافت أن عباس لم يرد على المقترحات لا إيجاباً ولا سلباً، «وعليه لم يكن هناك أي داع للحديث في شأنها، لا مع الإسرائيليين ولا مع الفلسطينيين». وكانت السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة سوزان رايس دعت خلال مؤتمر في القدسالمحتلة مساء أول من أمس الأطراف إلى تجاوز «الخلافات الإجرائية» والعودة إلى مائدة المفاوضات. ونقلت وكالة «رويترز» عن رايس قولها: «يجب أن نقرر جميعاً ما إذا كنا جادين في شأن السلام وإلا فإننا نكون بذلك نتحدث شفاهة فقط عنه... الجدية في شأن السلام تعني الإقدام على مخاطر من أجله». وعقدت رايس اجتماعاً في مقر القنصلية الأميركية في القدسالمحتلة أمس مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، ناقش دفع محادثات السلام.