عادةً ما يكون لاعبو كرة القدم بحالة صحيّة ممتازة لكي يتمكّنوا من الركض لأكثر من 90 دقيقة خلال المباريات. لكنّ الجهد الكبير الذي يبذله اللاعب يعرّضه لتوعّكات صحّيّة مفاجئة قد تنهي حياته رغم لياقته البدنية، كما أن كرة القدم لعبة لا تخلو من الحوادث الجسدية التي يسقط اللاعبون نتيجتها مصابين أو جرحى أو أحياناً قتلى. ويعتبر لاعب مانشيستر سيتي الإنكليزي دي جونز، أوّل لاعب تمّ توثيق وفاته في الملعب وكان في ال35 من العمر. وسقط دي جونز خلال 27 آب (أغسطس) 1902 ميتاً، خلال إحدى المبارياة، نتيجة إصابته بالكزاز إثر دخول قطعة زجاج في ركبته بعد وقوعه خلال حصة تدريبية في 17 من الشهر ذاته. ومنذ موت جونز، تم توثيق وفاة أكثر من مائة لاعب كرة قدم أثناء المباريات لأسباب مختلفة منها صحي مثل الإصابة بنوبة قلبية نتيجة الإرهاق الشديد أو مرض ألمّ بهم خارج الملاعب، وتوفي بعض اللاعبين نتيجة حركات قوية قاموا بها أثناء اللعب أو بعد تصادمهم بلاعبين آخرين، بالإضافة إلى عوامل طبيعية خارج عن إرادتهم مثل الصواعق. فلاعب مانشيستر يونايتد الإنكليزي تومي بلاكستوك، فقد وعيه بعد قيامه برأسية خلال مباراة ضدّ سانت هيلينز في 8 نيسان (أبريل) 1907 وتوفّي على إثرها وكان في ال25 من العمر. وفي 19 شباط (فبراير) 1916، مات لاعب أرسينال الإنكليزي بوب بينسون عن 33 عاماً خلال مباراة. والمفارقة أن بينسون كان قد ترك كرة القدم قبل عام من وفاته ليعمل في مصنع، لكنّه تطوّع ليحلّ مكان صديقه المصاب في مباراة ضد ريدينغ. وانهار بينسون خلال الشوط الثاني من المباراة، وتمّ نقله إلى غرفة الملابس، لكنّه سرعان ما فارق الحياة. وأظهرت التحقيقات لاحقاً أنه توفّي جراء انفجار في الأوعية الدموية ناتج عن حالة صحية غير مستقرّة منذ فترة طويلة. ومات لاعب سيلتيك جون تومسون عن 22 عاماً، في 5 أيلول (سبتمبر) 1931، بعد اصطدام رأسه بركبة لاعب رايندجيرز، سام إنغلش أمام 80 ألف مشجّع في غلاسكو. ونقل إلى المستشفى حيث حاول الأطباء إنقاذه بإجراء عملية ولكنّ محاولاتهم باءت بالفشل. وخلال حصّة تدريب في 24 تشرين الأول (أكتوبر) 2002، وقعت مأساة في ملعب فريق ديبورتيفو كالي الكولومبي، فأصيب اللاعبان هيرنان غافيريا (32 عاماً) وجيوفاني كوردوبا (24 عاماً) بصاعقة، قتل نتيجتها غافيريا على الفور، فيما توفّي كوردوبا في المستشفى بعد ثلاثة أيام. أمّا لاعب نادي الأهلي المصري محمد عبد الوهاب فتوفي في 30 آب 2006 عن 23 عاماً، خلال حصّة تدريبية مع فريقه، بسبب عيب خلقي في القلب لم يكن اكتشف قبل وفاته. وفقد لاعب فريق واسال الإنكليزي للناشئين، أنتون ريد (16 عاماً) وعيه خلال حصّة تدريبية مع فريقه في 19 آب 2007 وتوفّي بعدها. ويعتبر ريد أصغر لاعب مات على أرض الملعب في تاريخ كرة القدم. أمّا اللاعب الإسباني أنتونيو بويرتا فتوفّي في 28 آب (أغسطس) 2007 وكان في ال22 من العمر، خلال مباراة لفريقه إشبيليا أمام خيتافي بعد أن توقّف قلبه عدّة مرّات في الملعب وتوفّي بعد نقله إلى المستشفى. وتبيّن بعد تشريح جثته، أن بويرتا كان يعاني من مشكلة خلقية في البطين الأيمن للقلب. ومات لاعب إسبانيول، دانييل جارك في 8 آب (أغسطس) 2009 عن 26 عاماً، بعد أن توقّف قلبه عن الخفقان بعد إنهائه حصّة تدريبية. وفي 2014، مات 4 لاعبين على أرض الملعب هم عقلي فيروز (27 عاماً) وكان يلعب في الدوري الإندونيسي وتوفّي بعد تصادم مع حارس مرمى الفريق الخصم وألبرت إيبوسيه بودجونغو (24 عاماً) الذي توفّي بعد إلقاء جسم عليه من قبل الجمهور من المدرّجات. أمّا بيتر بياكسانزوالا (23 عاماً)، فتوفّي بعد أن سقط على ظهره بطريقة غريبة عند احتفاله بتسجيل هدف في الدقيقة 61 من المباراة. وقضى اللاعب النيبالي ديباك أدهيكاري من فريق "شرطة أبو ظبي" بعد أن فقد وعيه في الملعب.