واشنطن - «نشرة واشنطن» - أعلنت مديرة قسم روسيا وأوراسيا في مكتب الممثل التجاري الأميركي بيتسي هفنر، ان انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية يأتي في مقدم الاهتمامات التجارية للولايات المتحدة. وأوضحت ان الآمال كانت كبيرة في قرب انضمام روسيا في أوائل الصيف الماضي بعد التوصل إلى تفاهم مشترك حول الالتزامات المطلوبة منها كي تصبح روسيا عضواً في منظمة التجارة العالمية، غير أن كل شيء تبدل في 9 حزيران (يونيو) الماضي عندما أعلن رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، أن روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان ستسحب طلبها المستقل للانضمام إلى المنظمة العالمية كي تقدم طلب انضمام مشترك. وكان كل من بيلاروسيا وروسيا بدأ مفاوضات الانضمام المستقلة إلى المنظمة في عام 1993، في حين بدأت كازاخستان المفاوضات مع الهيئة المختصة في القواعد التجارية في عام 1996. وأوضحت هفنر ان الإعلان المشترك «فاجأ الجميع»، وأنه يؤخر انضمام روسيا إلى منظمة التجارة، لكن الأمور تحسّنت في أيلول (سبتمبر) الماضي، عندما اجتمع نائب رئيس الوزراء الروسي إيغور شوفالوف مع الممثل التجاري الأميركي، رون كيرك، في واشنطن مؤكداً تطلع روسيا إلى الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية. وأبلغ كيرك المسؤول الروسي شوفالوف أن « الولاياتالمتحدة مستمرة في تأييدها انضمام روسيا المنفرد إلى عضوية المنظمة، وتتطلع إلى العمل معها لتحقيق هذا الهدف». وأضافت أن المفاوضين من روسيا وكازاخستان وبيلاروسيا عقدوا اجتماعاً غير رسمي مع ممثلي منظمة التجارة العالمية في جنيف في 15 من الشهر الجاري لبحث خططهم الخاصة بالانضمام، كثلاث دول مستقلة. ويتوقع أن يساعد انضمام روسيا إلى المنظمة، في تنويع الاقتصاد الروسي، عبر خفض التعرفات والرسوم على الواردات، بما فيها المكونات التي تدخل في تصنيع المنتجات الروسية . وتريد الولاياتالمتحدة من روسيا أن تنفّذ سلسلة من الاتفاقات التجارية الثنائية التي وقعتها معها في تشرين الثاني (نوفمبر) 2006 في شكل كامل، منها خفض التعرفات وإزالة حواجز رسوم غير التعرفات التجارية التي تحد صادرات عدد كبير من المنتجات الزراعية الأميركية، وتوفير حماية أفضل لحقوق الملكية الفكرية وتطبيقها في روسيا وإيجاد نظام أكثر انفتاحاً للمنتجات التكنولوجية المشفّرة، كالهواتف الخلوية وأنظمة تشغيل الكمبيوتر. وتابعت هفنر، أن روسيا ارتأت عدم الموافقة على إصدار التشريعات اللازمة لتطبيق تلك الاتفاقات، وقوضتها في شكل مباشر في بعض الحالات، كما أن تدابير سلامة المواد الغذائية التي أصدرتها أخيراً لا تطابق المعايير الدولية لحماية البشر والحيوانات والنباتات من الأمراض والآفات والتلوث. وأضافت أن روسيا رفضت قبول صادرات من نصف المؤسسات التي وافقت سابقاً على صادراتها من لحوم الخنازير إليها، ورفعت الرسوم على عدد كبير من المنتجات الزراعية والصناعية تراوحت بين آلات الحصاد ومواد البناء والزبدة والرز، ما أدى إلى انخفاض كبير في الصادرات الأميركية إلى روسيا. وتأتي روسيا في المرتبة 23 حالياً بين أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، وبلغت قيمة تجارة البضائع بينهما 36.1 بليون دولار في عام 2008. وتعتبر روسيا أكبر سوق للصادرات الأميركية من لحوم الطيور ورابع أكبر سوق لصادراتها من لحوم الخنازير، واستوردت 1.3 بليون دولار من المنتجات الزراعية الأميركية في العام الماضي. واجتمع الرئيس الأميركي باراك أوباما مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في موسكو في تموز (يوليو) الماضي، وأعلنا تشكيل لجنة رئاسية تعمل على تعزيز التعاون في مجالات عدة، منها تنمية الأعمال التجارية والعلاقات الاقتصادية والزراعة والطاقة والبيئة. وتفرّع عنها 15 لجنة عمل، يشترك في رئاسة عدد كبير منها وزير أميركي ووزير روسي، لكن لا علاقة لها بمفاوضات روسيا مع منظمة التجارة العالمية.